أدوية التخسيس تحت المجهر.. تساقط الشعر يظهر كأثر جانبي جديد ومقلق

تشهد أدوية التنحيف التي تحاكي هرمون GLP-1، مثل أوزمبيك وويغوفي وزيباوند، إقبالاً غير مسبوق في السنوات الأخيرة، لا سيما بين الراغبين في فقدان الوزن أو السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني. ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته مؤسسة KFF الأمريكية، فإن واحداً من كل 8 بالغين في الولايات المتحدة يستخدم حالياً أحد هذه الأدوية إما لعلاج مرض مزمن أو لإنقاص الوزن، أو لكليهما معاً.
لكن إلى جانب الشهرة المتزايدة، بدأت تظهر مخاوف متنامية بشأن الآثار الجانبية، التي لا تقتصر على الغثيان والقيء والإمساك المعروفة، بل تشمل حالات أقل شيوعاً مثل تساقط الشعر. وقد أثارت هذه المشكلة نقاشاً واسعاً في مجموعات الدعم على الإنترنت وبين المستخدمين، رغم أنها لا تزال غير موثّقة رسمياً كعرض شائع.
أحد الأمثلة البارزة جاءت من السيدة كارول سافران، التي بدأت تناول "أوزمبيك" لتنظيم السكر في الدم بعد فشل أدوية أخرى، ونجحت في الاقتراب من وزنها المثالي، لكنها لاحظت بعد زيادة الجرعة إلى الحد الأقصى أن شعرها أصبح أخف بكثير. بعد التشخيص، تبيّن أنها تعاني من حالة تُعرف باسم تساقط الشعر الكربي، بحسب الدكتورة فرح مصطفى، أخصائية تساقط الشعر، والتي أكدت أن الإجهاد البدني الناتج عن فقدان الوزن السريع كان العامل المحفّز للحالة.
ويوضح الأطباء أن تساقط الشعر الكربي يحدث عندما تدخل نسبة غير طبيعية من بصيلات الشعر في مرحلة الراحة والتساقط (التيلوجين)، بدلاً من البقاء في مرحلة النمو الطبيعية. هذا النوع من التساقط يظهر عادةً بعد 3 إلى 6 أشهر من حدث مثير مثل الولادة، العمليات الجراحية، أو حمية غذائية قاسية.
وحذّر خبراء الجلد مثل الدكتور أنتوني روسي والدكتور آرون نوسباوم من تزايد الحالات المرتبطة بهذه الأدوية، خاصةً بين أولئك الذين يستخدمونها لأسباب تجميلية بحتة، دون حاجة طبية واضحة. وأشاروا إلى أن البعض يبدأ بجرعات غير مناسبة، ويعاني من نقص في المغذيات الضرورية لنمو الشعر مثل البروتين، الحديد، الزنك، وفيتامينات D وB12، ما يزيد من خطر تساقط الشعر.
في ظل هذا المشهد، يحذّر الأطباء من استخدام أدوية GLP-1 بشكل عشوائي أو لأهداف تجميلية فقط، مؤكدين على أهمية المتابعة الطبية الدقيقة والتغذية السليمة أثناء فترة فقدان الوزن. فبينما تقدم هذه الأدوية حلولاً فعالة وسريعة، فإن آثارها الجانبية المحتملة – خصوصاً ما يتعلق بالصحة العامة والمظهر الخارجي – تتطلب وعيًا وتوازنًا في استخدامها.