"الروسيطة".. هوس يومي يحول شوارع المملكة إلى ساحة حرب تزهق فيها الأرواح بدم بارد

سبتمبر 5, 2025 - 13:25
 0
"الروسيطة".. هوس يومي يحول شوارع المملكة إلى ساحة حرب تزهق فيها الأرواح بدم بارد

يسود هذه الأيام نقاش ساخن عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الارتفاع المقلق لعدد حوادث السير، حيث يرى العديد من النشطاء أن جزءًا كبيرًا منها مرتبط أساسًا بالفوضى التي يعيشها قطاع سيارات الأجرة، خاصة الكبيرة منها، مشيرين إلى أن هوس "الروسيطة" أو مجموع ما يحصل عليه السائق خلال يوم عمله، بات دافعا قويا بالنسبة للعديد من السائقين لخرق القانون في واضحة النهار، بحثًا عن تحقيق الربح المادي دون أدنى مراعاة للمخاطر الجسيمة التي قد يتسببون بها.

 وكثيرا ما نسمع في الدردشات اليومية: "رد بالك من صحاب الطاكسيات، راه على قبل ثلاثة دراهم، يمكن يخرج لك وسط الطريق معندوش مشكلة"، في إشارة واضحة إلى الفوضى التي تعيش على وقعها جل الشارع بسبب هذه الظاهرة التي حولت الطريق إلى مسرح للتهور والعشوائية، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، ودائما ما يتم توثيقها عبر مقاطع فيديو تنشر يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في سياق متصل، يرى ذات النشطاء، أن ما يحدث اليوم ليس مجرد حوادث متفرقة، بقدر ما هو انقلاب صريح على القوانين والمسؤولية المهنية. مشددين على أن هذه الفوضى ليست عشوائية، بل نتاج هاجس "الروسيطة" الذي يسيطر على السائقين، فتجدهم يتجاوزون الإشارات، يسرعون بشكل جنوني، ويتنافسون على الركاب دون أي شعور بالمسؤولية أو احترام حياة الآخرين. المواطن في سيارته أو على دراجته أو حتى على الرصيف أصبح يعيش حالة تأهب دائم، لأن كل دقيقة تهور قد تتحول إلى مأساة، كما وثّقها النشطاء عبر مقاطع فيديو وصور متداولة.

ويطالب النشطاء بضرورة سن حلول صارمة لمواجهة هذا الانفلات، من قبيل اعتماد نظام الـ GPS لمراقبة مدى احترام المسارات بدقة والقطع مع مزاجية بعض السائقين الذين يختارون وجهاتهم الخاصة عوض وجهة الزبون، إلزام السائقين بدورات تكوينية حول السلامة والتعامل المهني، فرض زي موحد ونظافة صارمة داخل وخارج المركبة، وإنشاء قنوات شكاوى فاعلة لمعاقبة كل مخالف فورًا، مع ضرورة إصلاح نظام المأذونيات لتفكيك الاحتكار وتمكين السائق المؤهل فقط من ممارسة المهنة بشكل قانوني ومسؤول.

كما يؤكد هؤلاء النشطاء أن الوضع الحالي لا يحتمل التسويف أو التأجيل، سيما في ظل التحديات الكبرى التي تنتظر بلادنا، أولها نهائيات أمم افريقيا وبعدها مونديال 2030، مشددين على أن "الروسيطة" لم تعد مجرد دخل يومي، بل أصبحت محركا ودافعا صريحا لانتشار الفوضى والانتهاك، وأن المواطن بات ضحية يومية لكل هذه الخروقات والتجاوزات، مشيرين إلى أن السلامة العامة ليست لعبة يمكن المساومة عليها مقابل أي ربح.

 ويشدّد ذات النشطاء على أن المطلوب اليوم هو فرض القانون بلا مساومة، حماية الأرواح بلا تأجيل، واستعادة الانضباط في هذا القطاع بشكل نهائي، محذرين من أن من يستمر في التهور يجب أن يعرف أن لا تهاون بعد اليوم، وأن حياة الناس ليست لعبة روسيطة.