الزعتر... كنز قديم يثبت فعاليته من جديد في تحسين الهضم ومحاربة الالتهابات

يعود استخدام عشبة الزعتر إلى أكثر من ألفي عام، إذ كانت تُعد من أهم الأعشاب العلاجية في الطب القديم، واليوم تؤكد الأبحاث الحديثة قيمتها الصحية المذهلة. فالزعتر غني بفيتامين "سي" الداعم للمناعة، إلى جانب فيتاميني "هـ" و**"أ"** اللذين يحافظان على صحة العين ويكافحان الجذور الحرة.
ويُستخدم الزعتر في العديد من الأطعمة، من المناقيش والفطائر إلى الألبان والسندويشات، كما يُحضّر كشاي عشبي عطري يُساعد في تهدئة الجسم وتنشيط الجهاز الهضمي. ووفقاً لصحيفة "إندبندنت"، فإن شاي الزعتر يُساعد على علاج الانتفاخ والغازات بفضل خصائصه المريحة لعضلات الجهاز الهضمي، كما تعمل مركباته الكيميائية على تحفيز العصارات الهضمية التي تُحسن امتصاص الطعام وكفاءته.
وتوضح أخصائية التغذية في مايو كلينك، ديفون بيرت، أن الزعتر يحتوي على مركبات قوية مضادة للأكسدة، وأن عشبة الأوريغانو المكوّنة الأساسية فيه تُستخدم منذ قرون في الطب التقليدي لعلاج أمراض مختلفة.
ويتميز الزعتر بتركيبة غذائية فريدة تضم حمض الفوليك الضروري لنمو الخلايا، وفيتامين ك الذي يحافظ على صحة الدم والعظام، إضافة إلى الفلافونيدات التي تُقلل من الالتهابات وتحمي من السرطان، بينما يمنح مركب الثيمول الزعتر خصائص مضادة للبكتيريا.
كما أشارت دراسات حديثة في إيران ومصر إلى وجود علاقة محتملة بين استهلاك الأوريغانو وتخفيف القلق والاكتئاب، رغم أن هذه النتائج اقتصرت حتى الآن على التجارب الحيوانية، ما يفتح المجال أمام أبحاث جديدة لاستكشاف إمكانياته في دعم الصحة النفسية.
وهكذا، يثبت الزعتر أن الأعشاب القديمة لا تفقد قيمتها، بل تستعيد مكانتها في الطب الحديث كأحد الأسرار الطبيعية لصحة أفضل وجسم أكثر توازناً.