برلين تعد خطة عمل شاملة ضد "الحرب الهجينة" بقيادة روسيا

المستشار الاتحادي فريدريش ميرتس في زيارته الافتتاحية لولاية براندنبورغ يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 تحضر الحكومة الألمانية للرد على أساليب وصفتها بالحرب الهجينة من الجانب الروسي، وذلك عبر خطة عمل. فما أهم تفاصيلها؟

بخطة عمل شاملة جديدة لمواجهة التهديدات الهجينة، تعتزم الحكومة الألمانية الرد على أساليب الحرب الهجينة التي تتهم روسيا بشنها.

وجاء ذلك وفقا لما أعلنه المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال إلقاء بيان حكومي أمام البرلمان الألماني اليوم الخميس (16 أكتوبر/ تشرين 2025)، وأوضح ميرتس أن مجلس الأمن القومي سيناقش هذه الخطة خلال أيام في اجتماعه التأسيسي.

واتهم المستشار روسيا بأنها تسعى إلى "زعزعة استقرار ألمانيا وأوروبا من خلال أعمال تخريب وتجسس واغتيالات وهجمات إلكترونية وحملات تضليل ممنهجة، تنطلق حتى من بين صفوفكم أيضا"، مشيرا في ذلك إلى كتلة حزب "البديل من أجل ألمانيا" وسط تصفيق نواب آخرين.

وتابع ميرتس: "سنظل ندعم معركة الدفاع الشجاعة من جانب أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا"، لافتا إلى أن المجلس الأوروبي المقبل سيناقش كيفية زيادة الضغط على روسيا من أجل الدخول في مفاوضات سلام مع أوكرانيا، وذلك إضافة إلى حزمة العقوبات التاسعة عشرة التي يجري التفاوض بشأنها حاليا.

استخدام الأصول الروسية المجمدة

واقترح ميرتس استخدام الأصول الروسية المجمدة التابعة للبنك المركزي الروسي لتقديم قروض بدون فائدة بقيمة إجمالية تبلغ 140 مليار يورو لأوكرانيا. وأوضح أن هذه الأموال الإضافية ستخصص حصرا لتمويل شراء المعدات العسكرية، على أن تبدأ أوكرانيا بسداد القروض فقط بعد أن تدفع روسيا تعويضات حرب.

وقال المستشار الألماني "لن نسمح بزعزعة استقرار مجتمعنا الحر بهجمات هجينة، لذلك فإن مجلس الأمن القومي الذي أنشأناه أخيرا، يعمل حاليا على وضع خطة عمل شاملة لمكافحة التهديدات الهجينة، والتي سينظر فيها خلال أيام قليلة في اجتماعه الافتتاحي".

وأشار ميرتس إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، ازداد عدد المرات التي انتهكت فيها مسيّرات المجال الجوي الأوروبي، وخصوصا ألمانيا". وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراهن على أن "الخوف يستطيع شل مجتمع حر وتقويض إرادتنا في التصرف بحزم"، لكنه "مخطئ: لن نستسلم للترهيب".

استطلاع: 61% من الألمان يشعرون بالتهديد

وفي ذات السياق، كشفت نتائج استطلاع حديث للرأي أن غالبية الألمان يعتقدون أن بلادهم معرضة لخطر الهجمات الهجينة. جاء ذلك في الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوغوف" بتكليف من نشرة "ديجيتالفنده" التابعة لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، وهي نشرة معنية بالتحول الرقمي والسياسات الرقمية.

وشمل الاستطلاع 2000 شخص، ووصفه القائمون عليه بأنه استطلاع تمثيلي. وأظهرت النتائج أن 61% من المشاركين يعتبرون أن مستوى التهديد "قوي" أو "قوي جدا"، مقابل 25% يرون أن ألمانيا مهددة بدرجة بسيطة، في حين قال 3 % فقط من المشاركين إنهم لا يعتقدون بوجود أي تهديد.

وعلى صعيد الانتماءات الحزبية، أظهرت نتائج الاستطلاع أن أنصار حزب الخضر يأتون في طليعة من يشعر بتعرض ألمانيا لخطر الهجوم الهجين حيث وصلت نسبة من يرون أن مستوى التهديد يتراوح بين "قوي" و"قوي جدا" بين أنصار الحزب إلى 72%، تلاهم أنصار الاتحاد المسيحي بـ 71%، ثم أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، بـ 67%، فيما وصلت هذه النسبة بين أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى ما دون النصف بـ 49%.

وأنشئ مجلس الأمن القومي في نهاية آب/أغسطس بهدف تنسيق استجابة ألمانيا للتحديات الأمنية بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات طويلة الأجل. ويضم المجلس الذي يرأسه المستشار الألماني وزير المال وهو أيضا نائب المستشار، ووزراء الداخلية والخارجية والعدل والاقتصاد والدفاع والتعاون والشؤون الرقمية ورئيس المستشارية.