ثلاثة سيناريوهات حول الهجوم على منشآت كورمور؛ إقليم كردستان العراق على خط النار
عاد حقل كورمور السليمانية شمال العراق إلى واجهة الأحداث بعد استهدافه بطائرة مسيّرة ما أدى إلى اندلاع حريق كبير داخل إحدى الخزانات، وتسبب بانقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من محافظات إقليم كردستان نظرًا لاعتماد محطات إنتاج الطاقة على الغاز الذي يوفره الحقل.
- 2025/12/04 - 14:53
- الأخبار الشرق الأوسط
عاد حقل كورمور السليمانية شمال العراق إلى واجهة الأحداث بعد استهدافه بطائرة مسيّرة ما أدى إلى اندلاع حريق كبير داخل إحدى الخزانات، وتسبب بانقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من محافظات إقليم كردستان نظرًا لاعتماد محطات إنتاج الطاقة على الغاز الذي يوفره الحقل.
وشكّل الهجوم الأخير صدمة محلية ودولية نظرًا لحجم أضراره، وسط دعوات للحكومة العراقية إلى التعامل بجدية مع التحقيقات ووضع حد للاستهدافات المتكررة التي تطال الحقل، وتوجّه أصابع الاتهام في كل مرة إلى فصائل المقاومة العراقية، إلا أن تنسيقية تلك الفصائل نفت في بيان رسمي أي علاقة لها بالاستهدافات، بينما يرى مراقبون أن الاتهامات المتداولة تهدف إلى توفير مبرر لتعزيز الوجود الأمريكي في شمال العراق.
.
الكاتب والإعلامي واثق الجابري تحدث لتسنيم: "طبعًا، هذه الإشارات التي تشير إلى أن هنالك مطالب كردية للجانب الأمريكي، هذا يدل على تمسك بعض الأطراف. بعض الأطراف العراقية تحاول أن تتمسك بالتواجد الأمريكي وتنفي الاتفاقات التي صدرت من قبل الحكومة العراقية أو تنفي حتى التقارير العراقية التي تشير إلى عدم حاجة لوجود القوات الأمريكية. بالتالي هي تحاول الضغط أيضًا على الفصائل، تحمل العداء بشكل واضح لهذه الفصائل، وربما حتى تتهم — بدون أي دليل — هذه الفصائل في كل حادث ممكن. وفي القراءة السياسية للحدث يربط متابعون بين توقيت الهجوم وبين المباحثات الجارية لتشكيل العراقية الجديدة معتبرين أن استهداف كورمور لا يبتعد عن أجواء الخلاف الكردي–الكردي حول المناصب في حكومتي المركز والإقليم."
المحلل السياسي إبراهيم السراج تحدث لتسنيم: "يعني قد تكون هناك حسابات دولية وإقليمية حول عملية الاستهداف. أولًا جاءت في ظل ظروف إقليمية وداخلية. هناك خطوات نحو تشكيل حكومة وتشكيل رئيس وزراء، وتسمية رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب. لذلك نعتقد — أيضًا لا ننسى — الخلافات بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد؛ علاقات وصلت إلى محاولات كسر عظم. لذلك أنا أعتقد أن كل هذه الملفات هي محاولة ربما للضغط على بغداد من أجل تنازلات كبيرة."
وتشير معطيات عديدة إلى احتمال وقوف تركيا وراء الهجوم، ليس فقط استنادًا إلى المؤشرات التقنية، بل أيضًا في سياق صراع النفوذ التركي–الإماراتي على جغرافيا الطاقة ومسارات التجارة في المنطقة. فأنقرة التي تراقب توسع الدور الإماراتي في ملفات الطاقة والنقل تبدو معنية بإعادة خلط الأوراق داخل العراق، وإيصال رسالة مفادها أن تنامي نفوذ أبو ظبي في السليمانية لن يمر من دون رد.
وبغض النظر عن الأسباب والمسببات والملابسات، فإن استهداف المنشآت النفطية العراقية — سواء كانت في الشمال أم في الجنوب — يعد حدثًا أمنيًا خطيرًا يستهدف الشريان الأبهر للاقتصاد العراقي والمورد الرئيسي للموازنات المالية.
من بغداد
أحمد الصالحي
وكالة تسنيم الدولية
/انتهى/