جولة نتنياهو الاستفزازية: اختراق السيادة السورية وتمهيد الطريق للتوسع الإسرائيلي!
جولة نتنياهو في الجنوب السوري تعكس اتجاهاً إسرائيلياً لتثبيت واقع احتلالي جديد وتوسيع النفوذ في ظل هشاشة الوضع السوري وصمت المجتمع الدولي. وتشير التحركات السياسية والعسكرية المرافقة للجولة إلى مرحلة تصعيد إقليمي محتملة قد تعيد رسم الخريطة الأمنية وفق المصالح الإسرائيلية.
- 2025/12/03 - 11:29
- الأخبار الشرق الأوسط
جولة نتنياهو في الجنوب السوري تعكس اتجاهاً إسرائيلياً لتثبيت واقع احتلالي جديد وتوسيع النفوذ في ظل هشاشة الوضع السوري وصمت المجتمع الدولي. وتشير التحركات السياسية والعسكرية المرافقة للجولة إلى مرحلة تصعيد إقليمي محتملة قد تعيد رسم الخريطة الأمنية وفق المصالح الإسرائيلية.
.
تهدف جولة نتنياهو في المنطقة العازلة في سوريا إلى ترسيخ واقع احتلالي جديد مستغلة القوة العسكرية والفراغ السياسي السوري، وانتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وتحدياً للشرعية الدولية. تكشف التصريحات الإسرائيلية الرسمية عن الوجود العسكري إلى أمر دائم، فوصفت القوات الإسرائيلية وجودها بـ"بالغ الأهمية"، رافضة أي تسويات مستقبلية أو اتفاقيات أمنية مع النظام السوري. يستعد الكيان لمرحلة توسعية جديدة متخطياً المنطقة العازلة إلى حدود لبنان والعراق، مستغلاً الظرف الإقليمي والانشغالات الداخلية للدول المجاورة، في محاولة لخلق نطاق نفوذ إسرائيلي متسع. تشير المشاركة الواسعة للوزراء وكبار القادة العسكريين في الجولة إلى مستوى التنسيق غير المسبوق بين المستويين السياسي والعسكري وتنبئ بتحركات مستقبلية تصل لتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة. التسريبات الإعلامية الإسرائيلية كشفت عن تعثر المفاوضات الأمنية مع النظام السوري، بعد رفض الكيان الانسحاب الكامل من المناطق المحتلة يشير إلى عدم إمكانية تحقيق تسويات سياسية. يكشف رد فعل الجولاني على المرحلة التي وصل إليها بعد اقتصاره على البيانات الاستنكارية واستمراره في أداء الدور المرسوم له في المواجهة مع قوى المقاومة وشراكته في التمدد الإسرائيلي. تمثل الجولة جزءاً من استراتيجية أمريكية–إسرائيلية متكاملة باستخدام النظام السوري كأداة لتحقيق الأجندة الإسرائيلية بأهدافها الحقيقية تحت غطاء ما يسمى "التحالف الدولي" ضد "الإرهاب". تشير التصريحات الإسرائيلية حول "تطور المهمة في أي لحظة" إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة تصعيدية جديدة، قد تشمل عمليات عسكرية مباشرة تستهدف قوى المقاومة في المنطقة. يكشف مشهد الجولة عن محاولة إسرائيلية لتحويل الجنوب السوري إلى منصة عسكرية متقدمة واستخدامها للضغط على محور المقاومة، مستغلة الوضع الهش للنظام السوري والتمزق الإقليمي. يشكل العجز السوري الرسمي عن الرد على الانتهاكات إشكالية كبرى فيكرس صورة النظام ككيان غير قادر على حماية سيادته، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعديات الإسرائيلية. تمهد الجولة الطريق أمام تحولات جيوسياسية خطيرة في المنطقة، ويسعى الكيان لإعادة رسم الخريطة السياسية والأمنية وفق مصالحه، مستغلاً الظروف الإقليمية والدولية الملائمة. ينظر الكيان إلى الجنوب السوري كمنطقة نفوذ مفتوحة، دون اعتبار للسيادة السورية أو المواثيق الدولية، في سابقة خطيرة تهدد استقرار المنطقة بأكملها. يتطلب هذا التحدي استجابة إقليمية موحدة، تدرك خطورة المرحلة لبناء استراتيجية متكاملة لمواجهة المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى فرض أمر واقع جديد. تشكل الجولة اختباراً حقيقياً للموقف الدولي، حيث يتعارض الصمت الدولي مع مبادئ القانون الدولي، ويضع المسؤولية على المجتمع الدولي للتحرك قبل أن تتحول المنطقة إلى ساحة صراع مفتوح.
/إنتهى/