د."الطيار" لـ"أخبارنا".. المغرب أمامه فرصة تاريخية لكسب تأييد دولي عبر إدراج ضحايا البوليساريو ضمن سجل الارهاب

سبتمبر 27, 2025 - 12:25
 0
د."الطيار" لـ"أخبارنا".. المغرب أمامه فرصة تاريخية لكسب تأييد دولي عبر إدراج ضحايا البوليساريو ضمن سجل الارهاب

مع اقتراب انعقاد مؤتمر الرباط حول ضحايا الإرهاب المزمع تنظيمه يومي 2 و3 ديسمبر 2025، أكد "محمد الطيار"، رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لموقع "أخبارنا"، على أهمية إدراج ملف ضحايا البوليساريو ضمن سجل ضحايا الإرهاب في إفريقيا.

وارتباطا بالموضوع، قال "الطيار": "المغرب لا يمكنه تفويت هذه الفرصة التاريخية لإبراز الجرائم الممنهجة التي ارتكبتها مليشيات البوليساريو بدعم مباشر من الجزائر". وتابع قائلا: "هذه المليشيات نفذت سياسات منظمة لإرهاب المدنيين وإفراغ المناطق من سكانها الأصليين، ما يجعل معاناة الضحايا في الصحراء المغربية قضية ملحة تحتاج إلى الاعتراف الدولي".

وحول الأهمية الاستراتيجية لهذا الإدراج، أضاف المتحدث ذاته: "إدراج ملف ضحايا البوليساريو في المؤتمر ليس مجرد خطوة رمزية، بل هو إطار استراتيجي يسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة التي طالما غابت عن الرؤية الدولية، ويؤكد قدرة المغرب على حماية مواطنيه والدفاع عن حقوقهم في المحافل الدولية".

كما تطرق "الطيار" أيضا إلى طبيعة الجرائم التي ارتكبتها مليشيات البوليساريو، حيث قال في هذا الصدد: "لقد شهدت المناطق الشرقية والجنوبية من الصحراء المغربية، مثل طانطان وآسا إلى لبيرات و الزاك والسمارة، ومن طاطا وأقا إلى فم الحصن ومحاميد الغزلان، سلسلة من الاعتداءات الإرهابية الوحشية التي طالت المدنيين بشكل مباشر"، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من السكان تعرضوا للاختطاف القسري ونقلوا إلى مخيمات تندوف في ظروف مزرية، حيث عاشوا أوضاعًا صعبة واخضعوا خلالها للتعذيب النفسي والجسدي".

في سياق متصل، قال "الطيار": "ارتكبت المليشيات انتهاكات جسيمة بحق النساء، شملت الاعتداءات الجنسية والاغتصاب كأسلوب لإرهاب المجتمعات المحلية وخلق مناخ من الخوف والرعب"، وتابع قائلا: "ولم يقتصر الإرهاب على المدنيين فقط، بل استهدف المسافرين والمزارعين، حيث تم اعتراض القوافل واختطاف الركاب وحرق المزارع وقتل الفلاحين، بهدف تجويع السكان ودفعهم للنزوح عن أراضيهم".

إلى جانب ذلك، تطرق رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية أيضًا إلى الأعمال الوحشية الأخرى، حيث قال: "نفذت المليشيات عمليات إعدام وحرق ميداني للمدنيين، مع تدمير ممتلكاتهم ومصادر رزقهم، إضافة إلى الاعتداء على الأسرى الذين تعرضوا للذبح والتمثيل بالجثث والاحتجاز والسخرة والتعذيب الوحشي، وقتل واختطاف البحارة والصيادين في عرض البحر، بما يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي".

أما فيما يتعلق بالبعد الحقوقي، شدد "الطيار" على أن "إدراج ضحايا البوليساريو ضمن جدول أعمال مؤتمر الرباط يمثل مطلبًا إنسانيًا وقانونيًا عاجلًا، مشيرا إلى أن "الاعتراف بمعاناة هؤلاء الضحايا يسلط الضوء على الانتهاكات ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية الالتزام بالمعايير القانونية وحقوق الإنسان".

وأضاف: "هذا الاعتراف يعزز الدعوة إلى تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي، ويربط التجربة المغربية بتجارب الدول الإفريقية الأخرى المتضررة من الإرهاب، بحيث تصبح القضية المغربية جزءًا من الجهد القاري الشامل لمكافحة الإرهاب وحماية المدنيين".

وحول المكاسب السياسية والدبلوماسية للمغرب، قال "الطيار": "استثمار المغرب لهذه الفرصة بشكل جيد، يمنحه مكاسب استراتيجية هامة على الصعيد الدولي والإقليمي، أهمها توثيق هذه الجرائم وطرحها على الطاولة الأممية، إلى جانب تعزيز مصداقية المغرب القانونية والدبلوماسية وإثبات التزامه بحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب، والتأكيد على دوره كفاعل رئيسي في تعزيز الأمن والاستقرار في إفريقيا".

وأضاف: "إدراج ملف ضحايا البوليساريو يمثل ضغطًا على المجتمع الدولي لإعادة صياغة السردية حول الصحراء، من كونها قضية سياسية فقط إلى قضية إنسانية وأمنية شاملة، مع التأكيد على أن الأمن القاري يتطلب النظر إلى جميع ضحايا الإرهاب دون استثناء".

وفي ختام تصريحه لموقع "أخبارنا" شدد "الطيار" على أن " إدراج ضحايا البوليساريو ضمن مؤتمر الرباط لا يعد مجرد إجراء رمزي، بل هو فرصة تاريخية لا يمكن للمغرب تفويتها"، مشيرا إلى أن الاعتراف الدولي بمعاناتهم يعيد الاعتبار للضحايا، ويعزز موقف المملكة القانوني والدبلوماسي، ويؤكد أن مكافحة الإرهاب تتطلب الاعتراف بكل ضحاياه عبر القارة، ضمن إطار حقوق الإنسان والأمن الإقليمي".