دراسة تكشف فجوة في تشخيص التوحد بين الجنسين: الفتيات يُكتشفن متأخراً

أغسطس 17, 2025 - 22:10
 0
دراسة تكشف فجوة في تشخيص التوحد بين الجنسين: الفتيات يُكتشفن متأخراً

كشفت دراسة طبية حديثة عن مفارقة مثيرة في تشخيص اضطراب طيف التوحد، إذ غالباً ما يحصل الذكور على التشخيص في سن مبكرة، بينما لا تُشخّص كثير من الفتيات إلا في مرحلة البلوغ، ما يقلل من فرصهن في الاستفادة من التدخل العلاجي المبكر والدعم المناسب.

ويُقدَّر عدد المصابين بالتوحد في الولايات المتحدة بأكثر من 5 ملايين بالغ ونحو مليوني طفل. ورغم هذه الأرقام المرتفعة، لا يزال الأطباء يعتمدون على ملاحظة السلوك والتاريخ التطوري بدلاً من وجود فحص طبي محدد مثل تحاليل الدم أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

وأوضحت دراسة أجرتها مؤسسة Epic Research على 338 ألف مريض بين عامي 2015 و2024 أن متوسط عمر التشخيص لدى الذكور انخفض من سبع سنوات إلى خمس، في حين بقي ثابتاً عند نحو ثماني سنوات لدى الإناث. ففي عام 2024 حصل 44% من الأولاد على التشخيص قبل سن الخامسة، مقابل 34% فقط من الفتيات.

وبيّنت النتائج أن ربع الفتيات (25%) شُخّصن بعد عمر 19 عاماً، مقابل 12% فقط من الذكور. ويُرجع خبراء مثل الدكتور براين هاريس، اختصاصي السلوك والنمو في Orlando Health، هذا التفاوت إلى أن النماذج التشخيصية التقليدية تركز على السلوكيات الصاخبة والاندفاعية الأكثر شيوعاً لدى الأولاد، فيما تمر أعراض الفتيات الهادئة في الغالب دون ملاحظة.

وتُظهر الإحصاءات تطوراً لافتاً في معدلات التشخيص عبر العقود: ففي ستينيات القرن الماضي سُجّل حالتان إلى أربع حالات فقط بين كل 10 آلاف طفل، لكن النسبة ارتفعت إلى طفل من كل 150 عام 2000، ثم إلى طفل من كل 44 عام 2018، وصولاً إلى طفل من كل 31 عام 2022. كما كشف تقرير CDC الأخير عن تفاوت جغرافي واضح، إذ بلغ المعدل في جنوب تكساس طفلاً من كل 100، بينما وصل في سان دييغو إلى طفل من كل 19.

ويشير الباحثون إلى أن جزءاً من هذا الارتفاع يعود إلى تحسن أدوات الفحص وزيادة الوعي وسهولة الوصول إلى الخدمات، فيما يربط آخرون الظاهرة بعوامل بيئية وغذائية مثل الأطعمة المعالجة والمبيدات. ويرى البروفيسور راينهارت أن التركيز على دراسة أنماط الحركة (autistic gait) لدى الأطفال قد يفتح آفاقاً جديدة لتشخيص أكثر دقة وخطط علاجية مخصصة تتيح التدخل المبكر وتقديم دعم ملائم لكل حالة.