دراسة : ملايين من كبار السن يعانون من مشكلات بصرية وسمعية غير مشخصة

أكتوبر 12, 2025 - 13:25
 0
دراسة : ملايين من كبار السن يعانون من مشكلات بصرية وسمعية غير مشخصة

كشفت دراسة بريطانية حديثة عن وجود ملايين الأشخاص فوق سن الخمسين في المملكة المتحدة يعانون من مشكلات غير مشخصة في السمع والبصر، مما يثير القلق بشأن الإهمال الصحي لدى هذه الفئة ويدعو إلى تعزيز الفحوصات الدورية لكبار السن.

وبحسب ما نقلته صحيفة الجارديان، حذّر الأطباء المشاركون في البحث من أن النتائج "مقلقة للغاية"، إذ تبيّن أن واحداً من كل أربعة أشخاص تتجاوز أعمارهم 50 عاماً — أي ما يقارب 6.7 مليون شخص — يعانون من ضعف في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما. كما أشارت الدراسة إلى أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص (نحو 20.3 مليون شخص) يعانون من درجات متفاوتة من فقدان السمع دون علمهم بذلك.

وقال البروفيسور روبرت بورن، الباحث الرئيسي في الدراسة الوطنية لصحة العين والسمع في المملكة المتحدة، إن هذه الأرقام تمثل جرس إنذار حقيقي، موضحاً أن الإهمال الصحي وغياب الفحوصات المنتظمة يؤديان إلى ضياع فرص ثمينة للوقاية من فقدان السمع أو البصر، وهي حالات يمكن علاجها أو الحد من تطورها في مراحلها المبكرة.

واستندت الدراسة إلى فحص أكثر من 500 شخص ممن تجاوزوا سن الخمسين في مناطق بيتربورو وكامبريدجشاير، سواء في منازلهم أو في دور الرعاية. ورغم أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) توفر فحوصات عيون مجانية ابتداءً من سن الستين، إلا أن النتائج أظهرت أن واحداً من كل أربعة ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ما زال يعاني من ضعف بصري يمكن تفاديه في أغلب الأحيان.

وأوضح الباحثون أن الكثير من المشاركين كانوا يعتقدون أن سمعهم طبيعي رغم أن الاختبارات أثبتت العكس، مشيرين إلى وجود فقدان حسي خفي واسع النطاق لا يتم اكتشافه بسبب غياب الفحص المنتظم.

وتحذّر الدراسة من أن فقدان السمع أو البصر يزيد من خطر الإصابة بالخرف، إلى جانب عوامل أخرى مثل الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، وتلوث الهواء، وسوء التغذية، بحسب تقرير لجنة مجلة لانسيت الطبية الصادر العام الماضي. كما تشير التقديرات إلى أن فقدان البصر يكلف الاقتصاد البريطاني نحو 58 مليار جنيه إسترليني سنوياً نتيجة انخفاض الإنتاجية والعبء المالي على منظومة الرعاية الصحية والأسر.

ويأمل الباحثون أن تُسهم نتائج هذه الدراسة في توسيع برامج الفحص المبكر وتوعية الفئات الأكبر سناً بأهمية الحفاظ على صحة السمع والبصر كجزء أساسي من الوقاية من التدهور المعرفي والحفاظ على جودة الحياة.