سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بإعلان إنجاز ثقافي عربي ضخم

نوفمبر 6, 2025 - 11:40
 0
سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بإعلان إنجاز ثقافي عربي ضخم

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الأربعاء، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار "بينك وبين الكتاب" في الفترة من 5 إلى 16 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة.

وحضر حفل الافتتاح عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والمثقفين والكتّاب، من بينهم الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، إلى جانب عدد من رؤساء الدوائر المحلية والهيئات الثقافية.

في سياق متصل، ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلمة رحب فيها بالحضور وبوفد جمهورية اليونان ضيف شرف الدورة الحالية، مشيداً بالعلاقات الثقافية الممتدة بين الحضارتين العربية واليونانية. وأعلن سموه خلال كلمته عن إنجاز المرحلة الأولى من "الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والأعلام"، التي يشرف عليها مجمع اللغة العربية بالشارقة، موضحاً أن هذه المرحلة تضمنت 44 مجلداً تناولت العلوم اللغوية والشرعية بتفاصيلها الدقيقة، من نحو وصرف وبلاغة وعروض ولسانيات وفقه وأصوله ومقاصد الشريعة وغيرها.

كما أشار سموه إلى أن العمل في الموسوعة سيتواصل على مراحل متتابعة، إذ من المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية الخاصة بالعلوم الإنسانية وأعلام الشعراء والمفسرين في نوفمبر 2026، على أن تليها المرحلة الثالثة في نوفمبر 2027، وتكتمل الموسوعة في نوفمبر 2028 لتكون أكبر موسوعة علمية وثقافية عربية تُعنى بتعريف العلوم والفنون وتوثيق تراجم العلماء والأدباء والمفكرين عبر التاريخ. وفي هذا الصدد قال سموه: "نحرص على هذا العمل لربط حاضر الأمة بماضيها، ولتعريف أبناء الجيل بتاريخ أسلافهم من العلماء والأدباء والشعراء، ولتكون مرجعاً موثوقاً لأهل العلم والثقافة".

وخلال الحفل، تفضل صاحب السمو بتكريم الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي بمنحه لقب "شخصية العام الثقافية" تقديراً لمسيرته الأدبية وإسهاماته في إثراء المشهد الثقافي العربي، كما كرّم المترجم التشيكي الدكتور أوندجي برانك الفائز بجائزة "ترجمان" عن ترجمته لكتاب "رسالة ابن فضلان" إلى اللغة التشيكية، وهي الجائزة الأكبر من نوعها في العالم بقيمة 1.4 مليون درهم إماراتي.

كما وقع صاحب السمو أحدث إصداراته التاريخية بعنوان "مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس: أحداث في حوليات من عام 1622 إلى 1810م"، وهو عمل ضخم استغرق إنجازه نحو أربعين عاماً، ويقع في 33 مجلداً بالعربية ومثلها بالإنجليزية، ويضم 1473 وثيقة تاريخية نادرة استقاها سموه من أرشيفات ومراكز توثيق عالمية، مرتبةً ومترجمةً إلى العربية.

وفي كلمته، أعلن أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، إن معرض الشارقة الدولي للكتاب تصدّر المركز الأول عالمياً بين معارض الكتب للعام الخامس على التوالي، مؤكداً أن هذه المكانة جاءت بفضل رؤية ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة. وأوضح أن الدورة الحالية تستضيف أكثر من 2500 ناشر من 118 دولة، في أوسع مشاركة دولية تشهدها صناعة النشر، تضم أكبر حضور للناشرين الأفارقة خارج إفريقيا وأضخم مشاركة آسيوية وأوروبية إلى جانب الناشرين العرب.

ومن جانبه، عبّر جايسون فوتيلاس، نائب وزير الثقافة في جمهورية اليونان، عن شكره وامتنانه لصاحب السمو حاكم الشارقة على هذا التكريم، مؤكداً عمق الروابط الثقافية بين اليونان والعالم العربي، ومشيداً بدور الثقافة في بناء الجسور بين الشعوب.

عقب الحفل، تجول صاحب السمو حاكم الشارقة في أجنحة المعرض، يرافقه عدد من المسؤولين، حيث اطلع على جناح اليونان ضيف الشرف، ووقف على أبرز المشاركات من المؤسسات الثقافية المحلية والعربية والدولية، من بينها وزارة الثقافة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومدينة الشارقة للإعلام "شمس"، وبيت الحكمة، وجمعية الناشرين الإماراتيين، وصندوق الشارقة لاستدامة النشر، وجناح منشورات القاسمي، إلى جانب أجنحة دول خليجية وعربية عدة.

وبهذا الافتتاح المهيب، تؤكد الشارقة مجدداً مكانتها كمنارة للثقافة العربية والعالمية، ووجهة رائدة للمعرفة والإبداع، في رحلة مستمرة يقودها صاحب السمو حاكم الشارقة لإعلاء شأن الكتاب والفكر والهوية الثقافية للأمة.