طرق طبيعية لتعزيز المناعة مع دخول موسم الخريف

مع اقتراب موسم الخريف وازدياد احتمالات نزلات البرد والفيروسات الموسمية، يؤكد الأطباء وخبراء التغذية أن تقوية الجهاز المناعي لا تعتمد على مكمل واحد أو حبة دواء، بل على منظومة متكاملة من الغذاء الصحي ونمط الحياة المتوازن.
الجهاز المناعي يتكون من خطي دفاع: المناعة الفطرية التي تشمل الجلد والأغشية المخاطية والإنزيمات الدفاعية، والمناعة المكتسبة التي تعتمد على خلايا B وT لإنتاج الأجسام المضادة وتخزين الذاكرة المناعية لمواجهة العدوى لاحقاً. ولكي يعمل هذان النظامان بكفاءة، يحتاج الجسم إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل A، C، D، E، B6، B12، الفوليك أسيد، الزنك، الحديد، السيلينيوم والنحاس.
من أبرز الأطعمة الداعمة للمناعة: الحمضيات كالبرتقال والليمون الغنية بفيتامين C، الكيوي والتوت كمصادر قوية لمضادات الأكسدة، والخضروات مثل البروكلي والفلفل الأحمر والجزر واليقطين. كما تسهم الأسماك الدهنية والبيض واللحوم الحمراء في تزويد الجسم بفيتامين D والزنك وأحماض أوميغا-3. وتلعب البقوليات والمكسرات دوراً محورياً عبر توفير الألياف والمعادن، فيما تدعم الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكفير موازنة بكتيريا الأمعاء النافعة.
وبالمقابل، يحذر الأطباء من الإفراط في استهلاك السكر والأطعمة المصنعة وقلة الألياف، لأنها تخل بتوازن البكتيريا المعوية وتزيد خطر الالتهابات المزمنة.
كما أن نمط الحياة الصحي يظل ركناً أساسياً لتعزيز المناعة: ممارسة الرياضة بانتظام 3–5 مرات أسبوعياً، الحصول على نوم كافٍ بين 7 و9 ساعات، إدارة التوتر بوسائل مثل التأمل أو الهوايات، والحفاظ على وزن صحي. كذلك، تسهم التطعيمات الوقائية ضد الإنفلونزا والأمراض الموسمية في تقوية استجابة الجهاز المناعي، فيما يُنصح بالابتعاد عن التدخين والكحول لما لهما من آثار سلبية على قدرة الجسم الدفاعية.
وبالتالي، فإن بناء مناعة قوية يتطلب تكاملاً بين التغذية السليمة، النشاط البدني، النوم الجيد، وإدارة التوتر، لضمان استعداد الجسم لمواجهة تحديات الموسم القادم.