"غرفة الفئران".. واقعة احتجاز تلاميذ تهز مدرسة دولية وتحرك التعليم المصري

أثارت واقعة احتجاز تلاميذ داخل فصل دراسي في مدرسة دولية بمصر، بسبب تأخر أولياء أمورهم عن سداد المصروفات، موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كشف والد إحدى الطالبات، يُدعى أحمد صبحي، عن تعرض ابنته "فريدة" لما وصفه بـ"إهانة نفسية" داخل المدرسة، نتيجة إجراءات وصفها بأنها لا تمت للإنسانية ولا للتربية بصلة.
وأوضح صبحي في منشور مطوّل على "فيسبوك" أن الإدارة قامت باستدعاء مجموعة من الطلاب تأخر أولياء أمورهم عن الدفع، واحتجازهم داخل فصل دون إذن أو إخطار، ومنعهم من استخدام الحمام أو الحصول على ماء للشرب، بحجة عدم دفع المصروفات. وأشار إلى أن الواقعة تكررت في اليوم التالي، رغم اعتراضه الرسمي، وأن المدرسة حاولت تبرير الأمر لاحقاً بأنه "سوء فهم في الأسماء"، وهو ما نفته ابنته التي أكدت تعرضها للحبس مجدداً مع 11 زميلًا آخرين.
وانتشر المنشور سريعاً عبر وسائل التواصل، وأثار تفاعلاً واسعاً من أولياء الأمور والناشطين، الذين اعتبروا ما حدث تجاوزاً خطيراً في حق الأطفال داخل بيئة من المفترض أن تكون آمنة وتربوية. كما تعرضت الصفحة الرسمية للمدرسة لهجوم واسع، ما دفع الإدارة إلى إغلاق التعليقات والتفاعل مؤقتاً، مع استمرار تصاعد الغضب الجماهيري.
بدورها، أدانت الإعلامية لميس الحديدي الواقعة بشدة، ووصفت ما جرى بـ"تعذيب نفسي شبيه بغرف الحبس"، مؤكدة أن التعامل مع الأطفال لا يمكن أن يكون عبر أساليب العقاب الجماعي أو الإذلال المالي، خاصة في مؤسسات يفترض أنها تُمثل أعلى معايير الجودة التعليمية.
وفي استجابة رسمية، أمر وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، بتشكيل لجنة متخصصة للتحقيق الفوري في ما جرى داخل مدرسة نيو كابيتال، مؤكداً أن الوزارة لن تتهاون في حال ثبوت الواقعة، وأن التحقيق يهدف إلى رد الاعتبار للطلاب المتضررين، وضمان حماية كافة الأطفال من تكرار ممارسات مماثلة، عبر فرض معايير صارمة تضمن بيئة تعليمية آمنة، تحترم الكرامة الإنسانية للطلاب في جميع المدارس الخاصة والدولية.