لأول مرة منذ اعتماد "المدرسة الرائدة".. المغاربة يدفعون ثمن الكتب المدرسية من جيوبهم

أغسطس 18, 2025 - 12:20
 0
لأول مرة منذ اعتماد "المدرسة الرائدة".. المغاربة يدفعون ثمن الكتب المدرسية من جيوبهم

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، يجد المغاربة أنفسهم مطالبين بشراء كتب "مدارس الريادة" من المكتبات، بعد أن كانت توزع مجانا في السنوات الماضية، غير المفاجأة الكبرى تمثلت في الأسعار المعلنة، التي أثارت هذه المرة استياء واسعا في أوساط الكتبيين والموزعين، وهددت بخلق أزمة في سوق الكتب المدرسية. 

وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد حددت أسعار الكتب المدرسية الخاصة بمدارس الريادة، التي ستعرض للبيع في المكتبات، بأسعار منخفضة تتراوح بين 4 و16 درهما فقط، حيث حدد على سبيل المثال، ثمن كتاب اللغة الفرنسية (136 صفحة) في 4 دراهم، وكتاب اللغة العربية (304 صفحات) بـ11 درهما، وكتاب الرياضيات بنفس الحجم بـ16 درهما، وهي الأسعار التي اعتبرها الكتبيون "غير منطقية" و"غير قابلة للتطبيق"، لكونها لا تغطي حتى التكاليف الأساسية للطباعة والتوزيع. 

وكان أحد الكتبيين المهنيين، قد صرح بأن هذه الأسعار جاءت نتيجة منافسة شرسة بين الناشرين خلال الصفقة التي طرحتها الوزارة، مشيرا إلى أن الوزارة حددت في البداية سقفا أدنى بلغ 14 درهما، قبل أن تسفر المنافسة عن عروض بأسعار أقل بكثير، مضيفا أن بعض الناشرين عادوا لاحقا لمطالبة الوزارة بدعم مالي بعد إدراك حجم الخسائر المتوقعة. 

وحذر الكتبيون في وقت سابق من أن هذه الأسعار قد تدفعهم إلى مقاطعة بيع كتب مدارس الريادة، مما يفتح المجال أمام السوق السوداء ويقوض الجهود المبذولة لتعميم المشروع، مؤكدين أنهم منفتحون على الحوار مع الوزارة لإيجاد حلول مرضية تضمن استمرارية المشروع وتحفظ حقوق المهنيين. 

وفي انتظار صدور توضيحات أو توافقات رسمية، يبقى الدخول المدرسي المقبل مفتوحا على سيناريوهات متعددة، أبرزها شلل في توزيع كتب الريادة إذا لم تتخذ قرارات عاجلة تضمن التوازن بين جودة التعليم واستدامة سلسلة الكتاب المدرسي.