مصنع "ستيلانتيس" في صربيا يفتح أبوابه أمام اليد العاملة المغربية

يستعد مصنع "ستيلانتيس" المتخصص في صناعة السيارات بمدينة كراغوييفاتس الصربية لاستقبال مجموعة من العمال المغاربة، قصد خضوعهم لتكوين ميداني حول إنتاج طراز "غراندي باندا" الذي يشهد إقبالاً متزايداً في السوق العالمية.
وأكدت وكالة "بيتا" للأنباء أن قرابة 100 عامل مغربي من مصنع المجموعة نفسه بالمغرب، سيتوجهون إلى صربيا للاستفادة من تدريب يمتد لعدة أشهر، مع إمكانية بقائهم في موقع العمل إلى حدود عام كامل، وذلك في إطار الاستعدادات لإطلاق إنتاج هذا الطراز في المغرب قريباً.
كما أوردت الوكالة ذاتها أن تصريحات بعض المسؤولين المحليين بشأن نية المصنع توظيف 800 عامل من المغرب ونيبال تبقى غير دقيقة، مبرزة أن الأمر يتعلق فقط ببعثة مهنية محدودة في العدد والزمن، مرتبطة بنقل المعرفة الصناعية في مرحلة محددة.
ويأتي هذا التوجه في سياق توسع عمليات "ستيلانتيس" على المستوى الأوروبي، خاصة بعد شروع المصنع الصربي، منذ يوليوز الماضي، في تصنيع نسختين من سيارة "غراندي باندا"؛ إحداهما هجينة والأخرى كهربائية بالكامل، وهو ما يتطلب تعزيز القدرات التشغيلية للموقع.
وفي هذا الصدد، يعتزم المصنع الشروع في العمل بنظام المناوبة الثالثة ابتداءً من أكتوبر المقبل، ما يفرض تعزيز طاقمه الحالي المكوّن من نحو 2800 عامل، عبر توفير 800 وظيفة إضافية، وفق ما أوردته تقارير إعلامية محلية.
وتعكس هذه الخطوة جزءاً من السياسة الجديدة لصربيا لجذب اليد العاملة الأجنبية، بعد اعتماد قانون حديث ينظم تصاريح الإقامة والعمل بشكل رقمي مبسط، مما فتح المجال لتوظيف عمال من جنوب آسيا وشمال إفريقيا في مختلف القطاعات، من بينها النقل والخدمات والصناعة.
ورغم هذا الانفتاح، انتقدت بعض الأصوات داخل المجتمع الصربي التركيز على استقدام الأجانب بدل الاستثمار في تكوين الفئات المهمشة محلياً، وعلى رأسها الأقلية "الروما"، التي تعاني من التهميش والبطالة، بحسب ما أفاد به رئيس الاتحاد الديمقراطي للروما.
ويشار إلى أن هذا التعاون المهني بين فرعي "ستيلانتيس" في المغرب وصربيا يأتي في إطار اتفاق استثماري ضخم تبلغ قيمته 190 مليون أورو، وقعته المجموعة مع الحكومة الصربية سنة 2022، لتطوير صناعة السيارات الكهربائية، وتحسين تنافسية القطاع على المستوى الأوروبي.