مفارقة اللياقة: عندما تتحول كثرة التمارين إلى عبء على القلب والدماغ

حذّرت دراسات طبية حديثة من أن ممارسة الرياضة بشكل مفرط، رغم ارتباطها في الذهن العام بالصحة والقوة، قد تؤدي في بعض الحالات إلى ضغط زائد على القلب ومضاعفات صحية غير متوقعة، خاصة لدى من يسعون إلى بناء عضلات مفرطة أو يظهرون بصحة مثالية ظاهرياً.
وأوضحت جمعية القلب الأمريكية أن "اللياقة البدنية" يجب أن تُصنّف كعلامة حيوية خامسة، إلى جانب معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس ودرجة الحرارة. وفي هذا السياق، كشفت دراسة أجرتها عيادة كليفلاند أن انخفاض اللياقة يشكل خطراً أكبر على الوفاة بمرور الوقت مقارنة بعوامل تقليدية مثل التدخين أو السكري أو أمراض الشرايين.
وأكد الدكتور ويليام كورنويل، مدير قسم أمراض القلب الرياضية بجامعة كولورادو، أن الجلوس الطويل ومشاهدة التلفاز لأكثر من 4 ساعات يومياً يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، وفقاً لتوصيات الجمعية الأمريكية للسكتة الدماغية لعام 2024. كما تشير بيانات جمعية الزهايمر إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تُقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 20%.
وعن كيفية قياس اللياقة، أوضح كورنويل أن أفضل مؤشر هو اختبار الجهد القلبي الرئوي (VO2 Max)، والذي يمكن إجراؤه في عدد من عيادات القلب، ويُعتبر معياراً علمياً لتحديد قدرة الجسم على امتصاص الأكسجين أثناء التمرين.
وفيما يخص الجرعة المثالية من التمارين، توصي المؤسسات الصحية الكبرى مثل وزارة الصحة الأمريكية وجمعية السرطان الأمريكية بممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة مثل المشي السريع، أو 75 دقيقة من التمارين عالية الشدة كالجري أو السباحة، مع التأكيد على التوازن بين النشاط والحذر من الإفراط.