نقص المغنيسيوم.. المعدن المنسي الذي يهدد صحتك بصمت

يرتبط نقص المغنيسيوم بعدة مشاكل صحية خطيرة تبدأ بالسكري واضطرابات الجهاز الهضمي وهشاشة العظام، ولا تتوقف عند ارتفاع ضغط الدم ومشكلات الصحة النفسية. ويُعد التشخيص المبكر لهذا النقص أمراً صعباً، إذ غالباً لا تظهر الأعراض إلا عندما تنخفض مستويات المغنيسيوم بشكل حاد. وتشير التقارير الطبية إلى أن نسب الإصابة تتراوح بين 2.5% و15% من السكان، مع معدلات أعلى لدى مدمني الكحول أو المصابين بأمراض مزمنة.

ومن أبرز العلامات النفسية للنقص، الإحساس باللامبالاة أو انعدام العاطفة، إضافةً إلى القلق والأرق والاكتئاب، حيث أظهرت بعض الدراسات تحسناً في هذه الاضطرابات بعد تناول مكملات المغنيسيوم. أما الأعراض الجسدية فتشمل التشنجات العضلية، والتعب المستمر، وضعف العضلات، فضلاً عن ارتفاع ضغط الدم الذي يهدد صحة القلب والشرايين. كما يضعف النقص صحة العظام عبر خفض مستويات الكالسيوم في الدم.

ويعزو الأطباء هذه المشكلة إلى عوامل متعددة، أبرزها انخفاض تناول المغنيسيوم بشكل منتظم، أو اتباع أنظمة غذائية غنية بالأطعمة المكررة، إضافة إلى تأثير بعض الأدوية والأمراض المزمنة مثل السكري.

ولزيادة مستويات هذا المعدن المهم، يُنصح بتناول مصادره الطبيعية المتنوعة مثل البذور والمكسرات، الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضروات الورقية الخضراء، الشوكولا الداكنة، الأفوكادو، الموز والكمون. أما في الحالات المرضية التي تؤدي إلى فقدانه بكثرة، فقد يكون اللجوء إلى المكملات الغذائية ضرورياً، لكن تحت إشراف طبي لتفادي أي آثار جانبية أو تفاعلات دوائية.

ويؤكد خبراء الصحة أن إدماج المغنيسيوم ضمن النظام الغذائي اليومي، مع ممارسة النشاط البدني المنتظم والحفاظ على أسلوب حياة صحي، يمثل خطوة أساسية للوقاية من مضاعفات صامتة قد لا تُكتشف إلا بعد فوات الأوان.