هل تشعر الزواحف بالسعادة والقلق مثل البشر؟

بعد عقودٍ من النظر إليها على أنها مخلوقات باردة وعديمة المشاعر، فاجأت الزواحف العلماء باكتشاف يقلب المفاهيم رأسًا على عقب. فقد أثبتت دراسة حديثة من جامعة لينكولن البريطانية أن السلاحف، تحديدًا السلاحف ذات الأقدام الحمراء، قادرة على اختبار حالات مزاجية طويلة الأمد تشبه تلك التي يعيشها الإنسان والحيوانات الأليفة مثل الكلاب.
البحث الذي قاده العالمان أوليفر بورمان وآنا ويلكينسون ونُشر في مجلة Animal Cognition، استخدم اختبارًا علميًا يُعرف بـ «التحيز المعرفي» لقياس التفاؤل والتشاؤم عند السلاحف. وُضعت السلاحف أمام أوعية بعضها يحتوي على مكافأة إيجابية (الجرجير)، وأخرى لا تحتوي على شيء، ثم أضيفت أوعية غامضة في مواقع وسطية. كانت سرعة اقتراب السلحفاة من الوعاء الغامض هي المؤشر على حالتها المزاجية: فالسلاحف المتفائلة أسرعت بخطى واثقة، بينما المتشائمة ترددت وتباطأت.
وفي تجربة لاحقة، عرض الباحثون على السلاحف مثيرات جديدة وغير مألوفة لاختبار استجابتها للقلق. المفاجأة أن السلاحف التي أظهرت تفاؤلاً في التجربة الأولى بدت أكثر هدوءًا، ومدّت رؤوسها بثقة أكبر، في حين أبدت السلاحف المتشائمة توترًا واضحًا. هذه السلوكيات، بحسب الباحثين، تتطابق مع أنماط لوحظت سابقًا لدى الكلاب التي تعاني من قلق الانفصال، ما يدل على أن الزواحف تمتلك عالماً عاطفياً أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد.
ويقول العلماء إن هذا الاكتشاف يمثل «صحوة ضمير» في ما يخص رفاهية الزواحف الأسيرة. فإذا كانت هذه الكائنات قادرة على اختبار المزاج والسعادة والمعاناة، فإن حبسها في بيئات ضيقة أو إهمال تغذيتها لا يعد مجرد إساءة مادية، بل **إيذاءً نفسياً مستدام