يرفعون العلم الوطني.. رحالة مغربي يكتشف قرية باسم "الرباط" في أقصى جبال أفغانستان

في رحلة استكشافية غير متوقعة، تمكن الرحالة المغربي ياسين الصقلي من اكتشاف قرية نائية في أفغانستان تحمل اسم "الرباط" عاصمة المملكة المغربية، ما أثار فضوله ودفعه للتعمق في البحث عن خلفية هذه التسمية الغريبة، حيث وجد الرحالة الذي اعتاد على خوض مغامرات في مناطق بعيدة وقاسية، نفسه أمام قرية بسيطة تحيط بها الجبال، حيث يعيش سكانها حياة بدائية بعيدة عن مظاهر العصر الحديث، كما لفت انتباهه تعلق أهلها بتاريخ قديم يربط تسميتهم للمكان بمفهوم "الرباط" الذي كان يطلق تاريخيا على أماكن تجمع المرابطين والمسافرين والتجار.
وعبر الصقلي الذي لم يتوقع أن يصادف مكانا بهذا الاسم خارج حدود المغرب، عن اعتزازه الكبير وهو يرى الراية المغربية مرفوعة من قبل سكان القرية، حيث يزينون بها محلاتهم التجارية، معتبرا أن هذا الاكتشاف يختزل جانبا من الامتداد الثقافي والتاريخي للأسماء المغربية عبر العالم، حيث استقبل سكان القرية الرحالة بحفاوة، وقد بدا عليهم الفرح وهم يشاهدون شخصا مغربيا بينهم، ما اعتبر مبادرة رمزية لتعميق الروابط الروحية والتاريخية التي تجمع بين الشعوب رغم المسافات الشاسعة.
وأثار هذا الاكتشاف الذي تقاسمه الصقلي عبر مقاطع مصورة في حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا واسعاً من طرف المتابعين المغاربة، الذين اعتبروا أن مجرد وجود قرية تحمل اسم "الرباط" في قلب أفغانستان يعد حدثا ثقافيا وتاريخيا يستحق الاهتمام، إذ رأى البعض فيه دليلا على قوة الأسماء المغربية ورسوخها في الذاكرة الإسلامية، فيما ذهب آخرون إلى اعتباره لحظة فخر تعكس الحضور الرمزي للمغرب في مناطق بعيدة عن محيطه الجغرافي.
ولم تكن رحلة الصقلي إلى تلك القرية مجرد مغامرة عابرة، بل تحولت إلى حدث استثنائي يوثق لتقاطع التاريخ مع الحاضر، ولحظة امتزجت فيها مشاعر الاعتزاز الوطني بروح الاكتشاف، حيث وبينما عاد الرحالة بانطباعات عميقة عن بساطة حياة أهل القرية وصلابة عيشهم في ظروف صعبة، فقد حمل معه أيضا صورة راسخة لعلم بلاده وهو يرفرف فوق مكان يحمل اسم "الرباط" في أقصى جبال أفغانستان.