%90 من المعلمين راضون عن وظائفهم

أكتوبر 19, 2025 - 05:15
 0
%90 من المعلمين راضون عن وظائفهم
في تحول يعكس نضج التجربة التعليمية السعودية وتطورها المتسارع، صنّفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD المملكة ضمن الدول الأكثر تحسناً عالمياً في مؤشرات الرضا الوظيفي للمعلمين والمعلمات وتقدير المجتمع لمهنتهم.. فخلال 6 أعوام فقط، قفزت نسبة المعلمين الذين يشعرون بتقدير المجتمع لدورهم بأكثر من 19 نقطة مئوية منذ عام 2018، لتسجل واحدة من أعلى نسب التحسن بين 49 دولة شملها التقرير. كما أظهر التقرير أن تسعة من كل عشرة معلمين سعوديين راضون عن وظائفهم، متجاوزين المتوسط العالمي البالغ 89%. ورغم هذا التقدم اللافت، لا تزال بعض المجالات تمثل فرصاً للتطوير، أبرزها ضعف توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم وقلة المعلمين من ذوي الخبرات المهنية السابقة، وهي مجالات تتسق مع مستهدفات رؤية 2030 لبناء منظومة تعليمية متكاملة ومتجددة.تحول نوعيبين التقرير أن التعليم السعودي شهد تحولاً نوعياً في نظرة المعلمين لمهنتهم، إذ ارتفعت نسبة من يرون أن مزايا التدريس تفوق عيوبه بزيادة تتجاوز 19 نقطة مئوية منذ عام 2018، وهو من أعلى معدلات التحسن عالمياً. كما أكد التقرير أن 90% من المعلمين السعوديين راضون عن وظائفهم، مما يعكس نجاح البرامج الوطنية لتطوير بيئة العمل التعليمية وتعزيز مكانة المعلم الاجتماعية والمهنية. هذه النتائج جاءت نتيجة استثمارات حكومية واسعة في تدريب الكوادر، وتحسين ظروف العمل، ورفع كفاءة المدارس والمنشآت التعليمية في مختلف المناطق.استقطاب الكفاءاترغم التقدم الملحوظ، أشار التقرير إلى أن نسبة المعلمين السعوديين الذين انتقلوا إلى التدريس بعد خبرات مهنية سابقة لا تتجاوز 1% فقط، مقارنة بـ21% في آيسلندا و17% في أستراليا. هذه النسبة المنخفضة تفتح الباب أمام فرص تنويع الكوادر التعليمية عبر استقطاب مهنيين من قطاعات أخرى، بخاصة في التخصصات العلمية والتقنية التي تواجه نقصاً على مستوى العالم. فالمعلم القادم من بيئة مهنية مختلفة قد يضيف للطلاب خبرات عملية ومهارات حياتية تسهم في تعزيز جودة التعليم وتنوع أساليبه.التعليم الهجينأظهر التقرير أن 47% من المعلمين السعوديين يعملون في مدارس تقدم تعليماً عن بُعد أو هجيناً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي محققاً 16%. هذا الإنجاز يضع المملكة في مصاف دول مثل الإمارات وإسرائيل، ويؤكد نجاحها في توظيف البنية الرقمية والتعليم الإلكتروني التي بُنيت خلال جائحة كورونا. ويشير التقرير إلى أن البنية التحتية التقنية المتقدمة أسهمت في تسهيل التحول نحو أنماط تعليم مرنة تجمع بين الحضور الميداني والتعليم عن بُعد، بما يتوافق مع التحول الرقمي الشامل في المملكة.الذكاء الاصطناعيرغم الريادة التقنية للمملكة، فلا يزال استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية محدوداً، إذ لم تتجاوز نسبته 20% بين المعلمين، مقارنة بـ75% في الإمارات وسنغافورة. ويرى التقرير أن التحدي لا يكمن في توفر التقنية، بل في تأهيل المعلمين على توظيفها بفعالية. ويؤكد أن 75% من المعلمين عالمياً يقرّون بعدم امتلاك المهارات الكافية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مما يجعل الاستثمار في التدريب الرقمي خطوة ضرورية لتعزيز التنافسية التعليمية.تنوع الفصولأحرزت المملكة تقدماً في إدارة تنوع الفصول الدراسية، وأشار تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى انخفاض نسبة المدارس التي تضم طلاباً لاجئين من 30% في عام 2018 إلى 11% في عام 2024، في وقت ارتفعت فيه النسب عالمياً. كما أظهر التقرير أن الضغط الوظيفي للمعلمين السعوديين لا يتأثر بتنوع الطلاب اجتماعياً أو اقتصادياً، مما يعكس فعالية السياسات التعليمية في دعم الاستقرار النفسي للمعلمين وإدارة التنوع داخل الصفوف الدراسية.توازن صحيتُظهر البيانات أن التعليم السعودي يتميز بتوازن صحي في مستويات الضغط الوظيفي، إذ لا توجد فوارق تُذكر بين الجنسين أو الفئات العمرية، في حين تُظهر المؤشرات العالمية أن المعلمات والمعلمين الأصغر سناً يعانون عادة من ضغوط أعلى. هذا التوازن يُعزى إلى برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتوزيع المهام بعدالة، وتطبيق أنظمة مرنة تساعد على الحفاظ على بيئة عمل مستقرة ومحفزة.تنمية المهاراتيركز أكثر من 80% من المعلمين السعوديين على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للطلاب في حصصهم اليومية، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي وتضع المملكة في موقع متقدم أمام دول أوروبية مثل فرنسا وفنلندا. هذا التوجه يعكس رؤية تعليمية جديدة تسعى إلى بناء جيل متوازن يمتلك مهارات التواصل والتعاطف والعمل الجماعي، بما يتناغم مع أهداف رؤية 2030 في إعداد المواطن الفاعل والمنتج معرفياً ومجتمعياً.التعليم السعودي في أرقام19 % زيادة بنسبة التحسن في نظرة المجتمع لمهنة التعليم منذ 201890 % من المعلمين السعوديين راضون عن وظائفهم47 % يعملون في مدارس تعتمد التعليم الهجين20 % يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التعليم1 % فقط من المعلمين من خلفيات مهنية سابقة80 % يركزون على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفيةتوازن في الضغوط الوظيفية بين الجنسين والفئات العمرية