أقمار ماسك "لتبريد الأرض" تثير ذعراً عالمياً: تدخل شمسي بالذكاء الاصطناعي يهدد المناخ

نوفمبر 6, 2025 - 12:55
 0
أقمار ماسك "لتبريد الأرض" تثير ذعراً عالمياً: تدخل شمسي بالذكاء الاصطناعي يهدد المناخ

أشعل الملياردير إيلون ماسك موجة من الجدل بعد إعلانه عن فكرة إطلاق أقمار صناعية مزوّدة بالذكاء الاصطناعي إلى مدار الأرض، بهدف تعديل كمية ضوء الشمس الواصلة إلى الكوكب بغرض التخفيف من الاحتباس الحراري. واعتُبرت هذه الخطوة، التي تندرج ضمن مشاريع الهندسة المناخية الكبرى، واحدة من أكثر المقترحات إثارة للقلق في الأوساط البيئية والعلمية.

وبرّر ماسك الفكرة عبر منشور على منصة "تويتر" قائلاً إن الأقمار ستكون قادرة على إجراء "تعديلات طفيفة" في ضوء الشمس، دون أن يوضح طبيعة هذه التعديلات أو كيفية تدخل الذكاء الاصطناعي في تنفيذها. وأشار إلى أن الأرض مرت في الماضي بعصور شديدة البرودة، معتبراً أن التدخل المقترح قد يحول دون تكرارها مستقبلاً، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة العالمي.

لكن المقترح أثار موجة تحذيرات وانتقادات، إذ رأى خبراء أن التحكم في ضوء الشمس يمثل مخاطرة غير محسوبة قد تُزعزع توازن النظام البيئي العالمي. وقالت ليلي فور، مديرة برنامج الاقتصاد الأحفوري بمركز القانون البيئي الدولي، إن هذا النوع من التدخل "لا يمكن التنبؤ بعواقبه"، فيما حذّر آخرون من أن خفض ضوء الشمس بنسبة 1 إلى 2% فقط قد يُدمّر آليات التمثيل الضوئي، ويؤثر سلباً على الزراعة، الغابات، وإنتاج الأكسجين.

وفي السياق ذاته، أشار البروفيسور سامي بوزارد من جامعة نورثمبريا إلى أن هذا النوع من التدخل "قد يغيّر المناخ بطرق غير متساوية من منطقة لأخرى"، مؤكداً ضرورة وجود اتفاق عالمي وإطار قانوني واضح قبل التفكير في تطبيق أي مشروع من هذا النوع. كما حذّر رجل الأعمال رام بن زئيف من أن الخطأ في هذه المشاريع "قد يكون غير قابل للقياس أو التراجع".

ويأتي هذا الجدل في وقت يُواصل فيه ماسك تعزيز مكانته في قطاع الفضاء، بعد إطلاق أكثر من 8,000 قمر صناعي ضمن شبكة "ستارلينك"، ما يجعل تنفيذ مشروعه الجديد ممكناً من الناحية التقنية والمالية، إذ تقدر ثروته حالياً بنحو 469 مليار دولار.

ورغم طموح الفكرة، يرى خبراء المناخ أن الحل الأنسب يكمن في تقليل الانبعاثات وإزالة الكربون بدلاً من اللجوء إلى مغامرات مناخية قد تُحدث اضطرابات لا رجعة فيها، مشدّدين على ضرورة خضوع أي مبادرة من هذا النوع إلى دراسات علمية دقيقة وتقييمات بيئية وجيوسياسية صارمة.