أمريكا تصارع انقطاعات الطاقة.. و الصين تخزن المستقبل في محطات الكهرباء

سبتمبر 3, 2025 - 00:35
 0
أمريكا تصارع انقطاعات الطاقة.. و الصين تخزن المستقبل في محطات الكهرباء

لم يعد التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي يقتصر على السباق التكنولوجي التقليدي، بل امتد ليصبح صراعًا على البنية التحتية الأساسية التي تغذّي هذه الثورة.. «شبكات الطاقة الكهربائية».

وتشير تحليلات حديثة إلى أن الفجوة في هذا المجال قد تكون أعمق مما يُتصور، ففي الوقت الذي تعاني فيه واشنطن من هشاشة في شبكتها الكهربائية، تتمتع بكين بفوائض هائلة من الطاقة، مما يمنحها ميزة استراتيجية حاسمة قد تمكنها من تحقيق تقدّم لا يمكن اللحاق به.

تحليل يكشف الفوارق الجوهرية

وفقًا لتقرير نشرته منصة «Evolving AI» في أغسطس 2025، بعنوان «هل انتهى سباق الولايات المتحدة والصين قبل أن يبدأ؟» ، فإن هناك فروقات جوهرية بين البلدين يمكن أن تحدد مسار المستقبل.

1. حالة الشبكة: استقرار صيني مقابل هشاشة أمريكية

بينما يصف خبراء زاروا مراكز الذكاء الاصطناعي الصينية توفر الطاقة بشكل ثابت ومضمون، تواجه الشبكات الأمريكية ضغوطًا مستمرة تجعلها عرضة للانهيار، ففي الصين، تُمنح مراكز البيانات أولوية تلقائية في الحصول على الطاقة، ما يضمن عملها بكفاءة. وعلى النقيض من ذلك، يمكن لأي زيادة مفاجئة في الطلب في الولايات المتحدة أن تتسبب في انقطاعات مباشرة تضرّ بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

2. احتياطيات الطاقة: ميزة استراتيجية للصين

تمتلك الصين احتياطيات طاقة ضخمة تتراوح بين 80% و 100%، مما يسمح لها بتغذية مراكز البيانات العملاقة دون قلق. في المقابل، تعمل الشبكة الأمريكية باحتياطيات لا تتجاوز 15%، مما يجعلها هشة أمام الطلب المتزايد ويُبطئ وتيرة توسع مراكز البيانات، مما يعرقل طموحات واشنطن في اللحاق بالركب الصيني.

3. التخطيط: مركزية صينية مقابل سوق أمريكية متذبذبة

تعتمد الصين على نموذج تخطيط مركزي طويل الأمد يربط بين سياسات الطاقة، التكنولوجيا، والتنمية الصناعية. هذا التخطيط الصارم يوفر بنية تحتية مرنة تستجيب بسرعة لمتطلبات الذكاء الاصطناعي.

أما الولايات المتحدة، فتعتمد على نموذج استثمار خاص قصير الأجل، حيث تتحكم الشركات ومصالح السوق في بناء وتوسيع البنية التحتية. هذا النموذج، رغم مرونته في الابتكار، يعاني من البيروقراطية وبطء التنسيق، مما يؤدي إلى تأخر المشاريع لسنوات.

4. الاستهلاك: الذكاء الاصطناعي يلتهم الكهرباء

توقعات "Evolving AI" تشير إلى أن مراكز البيانات الأمريكية قد تستهلك ما بين 6.7% إلى 12% من إجمالي الكهرباء بحلول عام 2028، مما قد يرفع التكاليف ويزيد الضغط على الشبكات. في المقابل، ترى الصين في فائضها من الطاقة فرصة استراتيجية لتحويل كل ميغاواط إضافي إلى قوة حاسوبية جديدة، مما يعزز ميزتها التنافسية.

قمة جنيف: تأكيد عالمي على أهمية الطاقة

جاءت قمة جنيف للذكاء الاصطناعي (AI for Good Global Summit) في يوليو 2025 لتسلط الضوء على أن نقاش الذكاء الاصطناعي ليس مجرد قضية تقنية، بل قضية استراتيجية عالمية، فالمقال التحليلي لمنصة «Evolving AI» جاء ليضيف بعدًا جديدًا للنقاش: البنية التحتية للطاقة كنقطة حسم في هذا السباق.