إحتفاء إسرائيلي باستئناف الرحلات الجوية مع المغرب

في خطوة نوعية على صعيد العلاقات بين المغرب وإسرائيل، أعادت الرباط السماح للرحلات الجوية المباشرة من إسرائيل إلى المغرب بعد أكثر من عامين من التوقف، في حدث لاقى اهتماما واسعا في إسرائيل ومتابعة دقيقة من وسائل الإعلام الدولية، وعلى رأسها القناة 12 الإسرائيلية التي نشرت تفاصيل القرار وأبرزت أهميته على المستوى السياحي والدبلوماسي، مبرزة أن أولى هذه الرحلات انطلقت اليوم الخميس 13 نونبر 2025، لتصل إلى كل من الدار البيضاء ومراكش، مما يشكل أول عودة فعلية للرحلات المباشرة منذ اندلاع الحرب التي عطلت الحركة الجوية بين الجانبين.
وجاء القرار المغربي بعد شهور من المباحثات المكثفة بين وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغف ونظيرها المغربي، وبالتنسيق الكامل مع سلطات الطيران المدني في كلا البلدين، حيث من المتوقع أن يستأنف خطوط أخرى نشاطها بشكل كامل بعد فترة توقف طويلة نتيجة رفع تحذير السفر إلى المغرب إلى المستوى الثالث من قبل إدارة الأمن القومي الإسرائيلي بسبب مخاوف من توترات محتملة في المنطقة.
وأبرزت وسائل إعلام إسرائيلية تفاؤلا واضحا بهذه الخطوة، معتبرة أن استئناف الرحلات يمثل علامة على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات النقل والأمن، ويفتح الباب أمام مزيد من التبادلات الاقتصادية والسياحية والثقافية، حيث يأتي القرار في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى توسيع شبكة رحلاتها الدولية، وإعادة الارتباط بالوجهات السياحية المهمة، وهو ما يجعل المغرب وجهة محورية في هذا المسعى، خصوصا مع ما يقدمه من بنية تحتية سياحية متطورة وتجربة سفر مريحة وآمنة للمسافرين الإسرائيليين.
وتأتي هذه الخطوة أيضا في سياق حرص الرباط على تثبيت العلاقات الثنائية مع إسرائيل على أسس عملية ومثمرة، وتأكيد قدرة المغرب على إدارة ملف الرحلات الجوية بشكل متوازن، يحقق مصالح الجانبين، ويواكب التطورات السياسية والإقليمية، في رسالة واضحة بأن الرباط تواصل تعزيز مكانتها كشريك موثوق وآمن في المنطقة.
ورحبت مؤسسات إسرائيلية من جهتها، بالقرار وأعلنت عن برامج ترويجية لتشجيع زبنائها على السفر إلى المغرب، معتبرة أن استئناف الرحلات المباشرة يمثل فرصة جديدة لتنشيط السياحة والاستثمار، وتوطيد أواصر العلاقات بين الشعبين، في أجواء من التفاؤل والاحتفاء الرسمي والشعبي على حد سواء، وهو ما أكدت عليه المؤسسات الإعلامية العبرية في تغطيتها المستمرة للموضوع.