إسبانيا تقود حملة أوروبية لإنهاء العمل بالتوقيت الصيفي والعين على المغرب لإلغاء الساعة الإضافية

أكتوبر 21, 2025 - 13:10
 0
إسبانيا تقود حملة أوروبية لإنهاء العمل بالتوقيت الصيفي والعين على المغرب لإلغاء الساعة الإضافية

تتصدر إسبانيا الجهود الأوروبية لإنهاء العمل بالتوقيت الصيفي، حيث أعاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إشعال الجدل الطويل حول هذه الممارسة، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء تغيير الساعة مرتين سنويا في الربيع والخريف، وقال في تسجيل مصور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «بصراحة لم أعد أرى أي جدوى من ذلك»، مؤكدا أن الحكومة الإسبانية ستطرح هذا المقترح على المجلس الأوروبي بهدف التخلص نهائيا من ما وصفه بـ «الممارسة القديمة والتي عفا عليها الزمن».

وترى الحكومة الإسبانية أن تغيير الساعة لم يعد يوفر الطاقة كما كان الحال في السابق، بل تسبب في اضطرابات للنوم والصحة العامة للناس، مشيرة إلى أن هذا الإجراء لم يعد متماشيا مع الحياة العصرية، إذ أظهرت الاستطلاعات أن نحو ثلثي المواطنين الإسبان يؤيدون الاحتفاظ بوقت واحد طوال العام، وهو ما يعكس رغبة أغلبية المجتمع في إلغاء التوقيت الصيفي، كما أظهر استفتاء أوروبي عام 2018 أن 84% من المشاركين صوتوا لإنهاء التغيير الموسمي للساعة، وهو ما يعكس دعما شعبيا واسعا للإصلاح.

وأكد وزير الرئاسة الإسباني فيليكس بولانيوس في هذا السياق، أن المقترح سيترك التفاصيل مفتوحة للنقاش داخل المجلس الأوروبي، سواء بالاحتفاظ بالتوقيت الصيفي أو الشتوي على مدار العام، مشددا على أهمية المرونة والسعي لبناء توافق أوروبي بدل فرض موقف ثابت، إذ ترتكز الحكومة الإسبانية في موقفها على ثلاثة أسس رئيسية، تتمثل في رغبة الأغلبية في إنهاء التغيير، عدم وجود فوائد فعلية لتوفير الطاقة، والاعتراف المتزايد بالآثار الصحية السلبية لهذه الممارسة.

ويشير خبراء إلى أن التوقيت الصيفي، الذي أدخل لأول مرة في أوروبا عام 1980 بهدف الاستفادة من ضوء النهار وتقليل استهلاك الطاقة، أصبح اليوم غير مناسب في ظل التكنولوجيا الحديثة وأساليب العمل الجديدة، إذ أظهرت الدراسات أنه قد يخل بالإيقاعات البيولوجية للإنسان ويزيد من التوتر، بل ويسبب مشاكل صحية قصيرة المدى.

وتؤكد حكومة سانشيز أن الهدف من هذه الخطوة ليس مجرد مناورة سياسية، بل محاولة حقيقية لمواكبة العصر وجعل أوروبا أكثر انسجاما مع حياة الناس اليومية، إذ وفي الوقت الذي تستعد فيه دول القارة لتقديم عقارب ساعاتها للخلف مرة أخرى نهاية هذا الأسبوع، تظهر إسبانيا استعدادها لوقف هذه الممارسة نهائيا، وسط ترقب لمعرفة موقف بروكسل من هذه المبادرة.

ويكتسب هذا الملف أهمية خاصة بالنسبة للمغرب، الذي يراقب عن كثب خطوات إسبانيا والاتحاد الأوروبي في هذا الباب، حيث قد تفتح هذه المبادرة الباب أمام المملكة لمراجعة سياستها في التوقيت الصيفي بما يتماشى مع التجارب الأوروبية الحديثة وتحقيق استقرار أفضل للساعة البيولوجية للمواطنين، خاصة وأن تغيير التوقيت عرف منذ إقراره انتقادات واسعة ومطالب بإلغائه.