إنجاز طبي مذهل: كلية خنزير تعمل 61 يومًا في جسم إنسان ميت دماغيًا

نوفمبر 15, 2025 - 12:05
 0
إنجاز طبي مذهل: كلية خنزير تعمل 61 يومًا في جسم إنسان ميت دماغيًا

حقق أطباء في جامعة نيويورك إنجازًا طبيًا غير مسبوق بعد أن نجحت كلية خنزير معدّلة وراثيًا في العمل داخل جسم إنسان لمدة 61 يومًا متواصلة، وهو ما يمثل أكثر من ضعف المدة التي تم تحقيقها في تجارب سابقة. وتمت الزراعة في جسم موريس ميلر، رجل في الـ57 من عمره، تُوفي دماغيًا نتيجة ورم، لتُفتح آفاق واعدة أمام مستقبل زراعة الأعضاء الحيوانية للبشر.

بدأت الكلية في العمل مباشرة بعد الزرع، ونجحت في إنتاج البول وتنقية الدم من الفضلات، بمعدلات تفوق في بعض الأحيان أداء الكلى البشرية المزروعة. واستجابت للهرمونات البشرية والأدوية، رغم عدم إنتاجها لهرموني الرينين والإريثروبويتين، ما عُوّض عبر دعم طبي تقليدي. وقد أظهرت الفحوص أن الكلية المُعدلة وراثيًا لم تنقل أي فيروسات خنزيرية، وهو ما يعزز من أمان هذا النوع من الزرع.

غير أن اليوم الثالث والثلاثين حمل تحديًا كبيرًا، حين تعرضت الكلية لهجوم مناعي حاد. فقد تضاعفت الخلايا المناعية والأجسام المضادة، وتسببت في التهاب الأوعية الدقيقة وتراجع وظائف الكلية. لكن الأطباء نجحوا في السيطرة على الوضع باستخدام أدوية زرع تقليدية وتبادل البلازما، ما سمح بعودة الأداء الوظيفي الطبيعي للكلية بحلول اليوم الستين، وبمعدل ترشيح مماثل لكلية بشرية سليمة.

تعود أهمية هذا الإنجاز إلى التعديل الوراثي الفريد الذي أُجري على الخنزير، حيث أُزيل منه جزيء "ألفا-غال" فقط، وهو السكر الذي يثير رد الفعل المناعي لدى الإنسان. فبدلًا من إدخال تعديلات جينية متعددة كما في تجارب سابقة، اختار الباحثون مسارًا أبسط أثبت فعاليته. وقد أثبتت التجربة أن تعديلًا واحدًا فقط قد يكون كافيًا لإنجاح الزرع، ما يقلل التعقيد ويزيد من فرص التطبيق العملي.

ويأمل العلماء في أن تمهّد هذه النتائج الطريق لتجاوز معضلة نقص الأعضاء عالميًا. فحاليًا، لا يحصل سوى 3% من مرضى الكلى في مرحلتهم النهائية على زراعة سنويًا، بينما يموت كثيرون وهم على قائمة الانتظار. وقد تكون كلى الخنازير، القابلة للإنتاج عند الطلب، الحل المستقبلي لإنقاذ آلاف الأرواح، بعدما أثبتت هذه التجربة الاستثنائية جدواها ومتانتها العلمية.