افحص عينيك.. فقد تكشف عن أمراض خطيرة قبل أن تظهر أعراضها

تكشف فحوصات العين الشاملة كثيراً من خفايا الحالة الصحية العامة للإنسان، إذ تُمكّن الأطباء من ملاحظة علامات أمراض خطيرة حتى قبل أن يشعر المريض بأي أعراض. ويُعد هذا الفحص الفريد وسيلة نادرة لرؤية الأعصاب والأوعية الدموية والأنسجة الضامة بشكل مباشر دون تدخل جراحي، مما يتيح رصد مشكلات صحية مبكرة قد تهدد حياة الفرد إذا لم تُكتشف في الوقت المناسب.

وفي هذا الإطار، يُعد مرض السكري أحد أبرز الأمراض التي يمكن اكتشافها من خلال فحص العين، إذ يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل العين، ما يتسبب في تسربها وانتفاخها، مسببةً تشوّشاً في الرؤية. وفي الولايات المتحدة، يتم تشخيص أكثر من 300 ألف شخص سنويًا لأول مرة بالسكري أو بمراحله المبكرة بفضل فحص العين وحده.

من جهة أخرى، يمكن للعين أن تكشف عن مؤشرات سرطانية، حيث تظهر بعض الأورام علامات على شكل نزيف في الشبكية أو ضغط على العصب البصري، كما في حالات سرطان الرئة والثدي وسرطان الدماغ. كذلك، يساهم الفحص في رصد ارتفاع ضغط الدم عبر مراقبة التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية داخل العين، وهو ما قد يُنذر بخطر الإصابة بسكتة دماغية أو أمراض القلب في حال تُرك دون علاج.

إلى جانب ذلك، تظهر أمراض المناعة الذاتية والغدة الدرقية من خلال أعراض تصيب العين، مثل انتفاخها وجحوظها أو تدلي الجفون، كما في حالات داء "غريفز" أو "الوهن العضلي الوبيل". وقد يكون تدلي الجفن أو الرؤية المضطربة إشارات مبكرة على هذه الأمراض، مما يستوجب تدخلاً طبياً سريعاً لتفادي المضاعفات.

ولا يُستثنى من هذه القائمة مرض التصلب المتعدد والزهايمر، إذ تبدأ أعراض التصلب غالباً بفقدان مؤلم للرؤية نتيجة التهاب العصب البصري، بينما تشير دراسات أولية إلى أن انخفاض كثافة الشعيرات الدموية في شبكية العين قد يكون مؤشراً مبكراً لمرض الزهايمر، مما يفتح آفاقاً جديدة للتشخيص المبكر وإبطاء تطوّر المرض.