اكتشاف “قمر ثانٍ” يرافق الأرض منذ أكثر من 60 عاماً

أكتوبر 24, 2025 - 13:15
 0
اكتشاف “قمر ثانٍ” يرافق الأرض منذ أكثر من 60 عاماً

في اكتشاف فلكي لافت، أعلن علماء من جامعة هاواي عن رصد كويكب صغير يرافق كوكب الأرض منذ أكثر من ستة عقود، ويدور حول الشمس في مدار متزامن مع كوكبنا، ما جعله يُوصف بأنه “قمر ثانٍ للأرض”.

الكويكب، الذي أُطلق عليه اسم 2025 PN7، لا يتجاوز قطره 19 متراً، أي بطول يقارب ممر البولينغ، ويدور في مدار بيضاوي فريد يجعل حركته متناغمة مع الأرض في ما يشبه رقصة سماوية حول الشمس. ورغم أن اكتشافه تم حديثاً في أغسطس الماضي، إلا أن مراجعة الصور الأرشيفية أظهرت أنه يدور بجوار الأرض منذ عام 1957، أي قبل أكثر من 60 عاماً.

ويقترب الكويكب أحياناً من الأرض حتى مسافة 2.5 مليون ميل (نحو عشرة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر)، قبل أن يبتعد حتى 11 مليون ميل في أبعد نقطة من مداره. لكن العلماء أوضحوا أن 2025 PN7 ليس قمراً حقيقياً، إذ لا يدور حول الأرض، بل يتبع مداراً متزامناً معها حول الشمس، ويُعرف علمياً بما يسمى “شبه قمر” (Quasi-moon).

وأوضح الدكتور ألفريدو كاربينيتّي من موقع IFLScience أن هذا النوع من الأجرام “يبدو كأنه يدور حول الأرض، لكنه في الواقع يتحرك في مسار مستقل حول الشمس”، مشيراً إلى أنه يختلف عن “الأقمار الصغيرة المؤقتة” التي تدور حول الأرض لفترات وجيزة، مثل الكويكب 2024 PT5 الذي غادر مدار الأرض بعد شهرين فقط.

ولا يزال أصل هذا الكويكب لغزاً علمياً، إذ لم تُعرف بعد طبيعة مصدره، سواء كان بقايا من تكوّن النظام الشمسي أو شظية من القمر. ويتوقع العلماء أن يظل في مداره الحالي حتى عام 2083 قبل أن يغادر موقعه المتزامن، منهياً بذلك رحلة تمتد لـ126 عاماً بجوار كوكبنا.

وأكد الباحثون أن الكويكب لا يشكل أي خطر على الأرض، واصفينه بأنه “صخرة فضائية صغيرة ترافقنا بهدوء”، فيما اعتبر الفلكيون أن اكتشافه يقدّم فرصة جديدة لفهم ديناميكيات الأجرام القريبة من الأرض وتاريخ تشكل النظام الشمسي.