الجلد يتحول إلى شاشة: تكنولوجيا لمسية جديدة تنقل النصوص عبر اللمس فقط

فتحت التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي والمواد اللينة الباب أمام نقلة نوعية في تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا، إذ تمكن باحثون من تطوير رقعة جلدية ذكية تعمل كواجهة لمسية قادرة على إرسال واستقبال النصوص بالكامل عبر الضغط والاهتزاز فقط، دون الحاجة للرؤية أو السمع.
تقوم هذه الرقعة بتحويل إشارات اللمس إلى حروف من نظام ASCII المكون من 128 رمزاً، عبر مصفوفة حساسات أيونية إلكترونية تستشعر الضغط بدقة فائقة، وتترجم كل لمسة إلى بيانات رقمية. في المقابل، تبث الرقعة ردوداً اهتزازية ملموسة تنقل الرسائل للمستخدم عبر الجلد، ما يمنحها القدرة على التواصل الكامل دون استخدام الحواس التقليدية.
وتعتمد التقنية على دائرة إلكترونية قابلة للتمدد مثبتة على بوليميد مرن، ومغطاة بطبقة من السيليكون تحاكي صلابة الجلد البشري، ما يجعلها مريحة وسهلة الاستخدام. ولتفسير الضغطات وتحويلها إلى رموز رقمية، استخدم الباحثون نموذجاً رياضياً يحاكي مراحل الضغط الأربع: الارتفاع، الذروة، الانخفاض، والعودة.
تم اختبار النظام في سيناريوهين مختلفين: الأول تمثل في كتابة عبارة "انطلق!" باستخدام الضغط المتسلسل، حيث نجح النظام في ترجمتها وإرسال تأكيد ملموس للمستخدم. أما الثاني، فكان ضمن لعبة سباق تُستخدم فيها الرقعة للتحكم بالمركبة، مع اهتزازات متفاوتة تشير إلى اقتراب المركبات الأخرى وخطورة التصادم.
وتُعد هذه التجربة قفزة نحو مستقبل تصبح فيه البشرة ذاتها منصة تواصل رقمية، حيث تندمج الواجهات اللمسية مع الذكاء الاصطناعي لصناعة تفاعل حسي مباشر بين الإنسان والآلة. وبينما لا تزال التقنية في مراحلها الأولى، فإنها تَعِد بتطبيقات ثورية في مجالات الاتصال، الألعاب، والمساعدة لذوي الإعاقات الحسية.