الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يرفض وجبات السجن ويعيش على "الياغورت" خوفًا من التسميم

نوفمبر 8, 2025 - 20:30
 0
الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يرفض وجبات السجن ويعيش على "الياغورت" خوفًا من التسميم

يعيش الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي منذ أكثر من أسبوعين وضعًا استثنائيًا داخل سجن “لا سانتيه” الباريسي، حيث قرر الاكتفاء بتناول الزبادي فقط ورفض جميع الوجبات المقدّمة من إدارة السجن، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الفرنسية بين من يراها احتجاجًا صامتًا، ومن يعتبرها تعبيرًا عن خوف مرضي من التسميم.

ويخضع ساركوزي، البالغ من العمر 70 عامًا، لعقوبة بالسجن خمس سنوات على خلفية ما يُعرف بـ“قضية التمويل الليبي”، التي تتهمه بتلقي أموال غير مشروعة من نظام العقيد الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية سنة 2007. ورغم تقدّمه بطلب استئناف، فإن السلطات القضائية أمرت بإيداعه في السجن إلى حين البت في الطعن، حيث يقضي أيامه في زنزانة انفرادية تحت مراقبة أمنية مشددة.

كما كشفت تقارير إعلامية فرنسية أن الرئيس الأسبق يعيش حالة من القلق المستمر، إذ يرفض تناول أي وجبة تُقدَّم له من مطبخ السجن، مفضلاً الاعتماد على الزبادي الذي يعتبره أكثر أمانًا. وتشير مصادر مقربة منه إلى أنه يتخوف من إمكانية “دسّ شيء في طعامه”، رغم أن السجن وضعه تحت حراسة خاصة ترافقه في جميع تحركاته.

ومنذ دخوله السجن في 21 أكتوبر الماضي، لم يتناول ساركوزي أي طعام مطبوخ، واكتفى بعشرات علب الزبادي يوميًا، وهو ما دفع إدارة السجن إلى مراقبة حالته الصحية عن كثب، خصوصًا بعد تسرب أنباء عن فقدانه عدة كيلوغرامات من وزنه.

ويرى بعض المحللين أن سلوك الرئيس الأسبق يحمل دلالات رمزية أكثر من كونه قرارًا غذائيًا، إذ يسعى، وفق مقربين منه، إلى التعبير عن رفضه للوضع الذي وُضع فيه، معتبرًا نفسه “سجينًا سياسيًا” لا مجرمًا عادياً.

وفسّر مختصون في علم النفس هذه الخطوة بأنها محاولة من ساركوزي لاستعادة بعض السيطرة في بيئة يفقد فيها كل سلطة، إذ يقول الطبيب النفسي فيليب تورنيه إن “التحكم في الطعام هو شكل من أشكال التمرد الذاتي في مواجهة عزلة السجن”.

ومن المرتقب أن يمثل ساركوزي، يوم الإثنين المقبل، أمام قاضي الحريات للنظر في طلب الإفراج المؤقت الذي تقدم به محاموه، وسط مؤشرات ترجّح احتمال الموافقة على الطلب، خاصة بعد الإفراج عن أحد المتهمين في الملف نفسه قبل أيام.

ويعيش الرئيس الأسبق اليوم فصلاً غريباً من حياته، بين زنزانة ضيقة وأسوار عالية، حيث يبدأ يومه بعلبة زبادي وينهيه بقلق متزايد، بينما ينتظر الفرنسيون قرار القضاء بشأن مصيره، في واحدة من أكثر القضايا إثارة في تاريخ الجمهورية الخامسة.