النوم «ينظّف» الدماغ: كيف يعمل النظام الجليمفاوي على طرد السموم أثناء الليل؟

نوفمبر 2, 2025 - 12:05
 0
النوم «ينظّف» الدماغ: كيف يعمل النظام الجليمفاوي على طرد السموم أثناء الليل؟

تكشف أبحاثٌ علمية حديثة أنّ الدماغ يُفعّل أثناء النوم نظامًا مائيًا خاصًا يُعرف بالنظام الجليمفاوي، يتولّى «تنظيف» المخ من الفضلات الأيضية كالأميلويد بيتا وتاو. وعلى خلاف بقية الأعضاء التي تعتمد الجهاز اللمفاوي، يحتمي الدماغ بالحاجز الدموي الدماغي، ما يفرض آلية تصريف مختلفة تُسخِّر السائل النخاعي ومسارات محيطة بالأوعية الدموية.

ومن ناحيةٍ آلية، يتدفّق السائل النخاعي عبر قنوات دقيقة تحيط بالأوعية، المسمّاة «المساحات حول الوعائية»، ويعبر الأقدام النهائية للخلايا النجمية ليمتزج بسائل الفراغات بين الخلوية، جامعًا البروتينات والفضلات لدفعها خارج الدماغ. وتُظهر القياسات أن هذه العملية تتعزّز بقوة أثناء النوم العميق، فيما تتراجع بوضوح في اليقظة لعدم توافق «الغسيل» مع دقة المعالجة العصبية للمثيرات الخارجية.

وفي السياق نفسه، دعمت تجاربٌ على الحيوان والإنسان فرضية «التنظيف الليلي»؛ إذ سجّلت الدراسات اتساعًا يصل إلى قرابة 60% في قنوات التصريف خلال النوم، وترافق ذلك مع موجات كهربائية بطيئة تُزامن اندفاعات السائل النخاعي. كما رصدت بحوث سريرية استخدام متتبعاتٍ لتتبّع التدفق لدى متطوّعين نائمين ويقظين، وأظهرت تباطؤًا ملحوظًا مع الحرمان من النوم.

وعلاوةً على ذلك، تبرز آثارٌ متبقية للحرمان من النوم؛ إذ قد يبقى تدفق السائل النخاعي منخفضًا حتى بعد ليلة تعويضية، ما يوحي بأن «إعادة الضبط» العصبي لا تُستعاد سريعًا. ويربط باحثون بين تعطل هذا النظام وتراكم أميلويد وتاو مع التقدّم في العمر، وهو ما يُعد مسارًا مرجحًا في نشأة اضطرابات تنكسية كمرض ألزهايمر.

وخلاصةً، تؤكّد الأدلة أن النوم ليس راحةً سلبية فحسب، بل نافذةٌ حاسمة لصيانة الدماغ عبر نظامٍ تطهيري متخصص. ولذلك، تُنصح ممارساتُ نومٍ صحية—كتثبيت المواعيد، والحد من المنبّهات ليلًا، وتهيئة بيئةٍ مظلمة وهادئة—لدعم كفاءة الجليمفاوي، مع الإشارة إلى أن استمرار اضطرابات النوم أو التدهور المعرفي يستدعي تقييماً طبّيًا دقيقًا.