الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتفقد مفاعل المعمورة النووي

أنهت بعثة خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمة تقييم امتدت خمسة أيام بمفاعل الأبحاث TRIGA Mark II في موقع المعمورة قرب الرباط، حيث سجلت تقدما واضحا في مستوى التدبير والتشغيل داخل المنشأة، في زيارة تأتي في إطار برنامج التقييم المتكامل للأمان في المفاعلات البحثية، المفعل بطلب من المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، بهدف التحقق من مطابقة المفاعل للمعايير الدولية الخاصة بالأمان النووي.
وقام فريق الخبراء، الذي ضم مختصين من الأرجنتين وبلغاريا وفرنسا إضافة إلى مسؤول تقني من الوكالة، بعملية مراجعة شاملة شملت التنظيم الإداري والتدبير التشغيلي وتحليل الأمان والصيانة وإدارة الشيخوخة والوقاية الإشعاعية ومراقبة التجارب العلمية، إلى جانب تقييم مستوى الجاهزية للتعامل مع حالات الطوارئ، حيث خلصت المراجعة إلى وجود تحسن في الأداء العام للمفاعل، مع احترام ملحوظ للإجراءات المعتمدة دوليا في مجال الصيانة، وتأهيل العاملين، وتعديل المنشآت، وضبط الوقاية الإشعاعية، كما سجل الفريق أيضا انسجاما بين متطلبات الأمان النووي والأمن المادي عبر لجنة موحدة تتولى الإشراف على الجانبين.
ويشتغل المفاعل، الذي دخل الخدمة في سنة 2007 بقدرة 2 ميغاواط، كمنصة أساسية لإنتاج النظائر المشعة الطبية والصناعية، وإجراء التحليل بالتنشيط النيوتروني، وتكوين الكفاءات، حيث مكنته هذه الأدوار من الحصول على صفة مركز دولي قائم على المفاعلات البحثية لدى الوكالة، إضافة إلى استضافته لبرنامج “مختبر المفاعل عبر الإنترنت”، ما يعكس دوره في دعم البرامج العلمية بالقارة الإفريقية.
وبالرغم من التقدم المسجل، أوصت البعثة بتعزيز بعض الجوانب التشغيلية، خصوصا تحديث طرق عمل لجنة الأمن والأمان، وإجراء مراجعات دورية شاملة لدورة حياة المنشأة، وتقوية برنامج إدارة شيخوخة المعدات، وهي التوصيات التي اعتبرتها الإدارة العامة للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، موجهة للمرحلة المقبلة، مؤكدة أن المركز سيعمل على تنفيذها وتحسين مردودية المنشأة، مع استعداد لمشاركة التجربة مع الدول الإفريقية التي تطور بنياتها البحثية النووية.