الولايات المتحدة تُربك حسابات الجزائر وتفضح تناقضات ردود فعلها العدائية تجاه إسبانيا وفرنسا
أحدثت الولايات المتحدة زلزالاً دبلوماسياً جديداً في ملف الصحراء المغربية بعد أن تقدّمت بمسودة قرار إلى مجلس الأمن تدعو إلى مفاوضات على أساس “حكم ذاتي حقيقي”، معتبرةً هذا الإطار هو الحل الواقعي والعملي للنزاع المستمر منذ عقود.
هذه الخطوة غير المسبوقة، وفق مراقبين، تُجسّد أول مبادرة أمريكية رسمية لترجمة اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب إلى تحرك فعلي داخل الأمم المتحدة.
ورغم الانتقادات الجزائرية المعتادة، فإن هذه المرة اتسم ردّها بنبرة “هادئة” غير معهودة، إذ لم تُقدم على سحب سفيرها من واشنطن كما فعلت سابقاً مع مدريد وباريس، حين تبنت كل من إسبانيا وفرنسا مواقف داعمة للمبادرة المغربية، ويُعزى ذلك إلى حساسية العلاقة مع واشنطن وإدراك الجزائر لتداعيات أي تصعيد مع دولة بحجم الولايات المتحدة التي يترأسها ترامب القادر على فعل أي شيء.
ويرى مراقبون أن الموقف الأمريكي الجديد يُخفف من الضغوط التي تمارسها الجزائر على دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا، بل ويمنح دعماً قوياً للدبلوماسية المغربية التي نجحت في كسب تأييد متزايد داخل المنتظم الدولي.
ومع اتساع رقعة المؤيدين لمبادرة الحكم الذاتي، يتأكد يوماً بعد آخر أن الحل الوحيد الواقعي لنزاع الصحراء هو تحت السيادة المغربية والذي بات أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى.
