باحثون يحذرون: سلوك أناني قد ينتشر بين الأنظمة المتقدمة

تكشف دراسة حديثة من جامعة كارنيغي ميلون أنّ النماذج اللغوية الكبيرة تصبح أقل تعاونًا كلّما ازدادت قدرتُها على الاستدلال؛ إذ لاحظ الباحثان يوكسان (يوشوان/يوشوان) لي وهيروكازو شيرادو أنّ نماذج «التفكير» تميل إلى قراراتٍ أقرب إلى المصلحة الفردية مقارنةً بالنماذج التي لا تُفكّر بخطواتٍ منطقية مطوّلة. وتؤكد الجامعة أنّ هذا الميل قد يؤثّر مستقبلًا في كيفية حسم الأنظمة الآلية للنزاعات والأسئلة الاجتماعية.
وفي منهجية الدراسة، اختبر الفريق سلوك التعاون عبر ألعابٍ اقتصادية تُحاكي معضلاتٍ اجتماعية—منها «السلع العامة»—وشمل الاختبار نماذج من شركات متعدّدة (OpenAI وGoogle وDeepSeek وAnthropic)، لقياس الفروق بين نماذج الاستدلال والنماذج غير الاستدلالية عند مواجهة قرار المشاركة في منفعةٍ جماعية أو الاحتفاظ بالمكاسب.
كما أظهرت النتائج أرقامًا لافتة: شاركت النماذج غير الاستدلالية نقاطها في لعبة «السلع العامة» في 96% من المحاولات، بينما لم تتجاوز مشاركة النماذج الاستدلالية 20%. وزاد إدراج خمس أو ست «خطوات تفكير» منطقية من نزعة الانسحاب وخفّض التعاون قرابة النصف، في حين أدّى «التفكير التأمّلي» المصمَّم لمحاكاة المداولة الأخلاقية إلى تراجعٍ إضافيّ بلغ نحو 58%.
وبالإضافة إلى السلوك الفردي، رصد الباحثان أثرًا جماعيًا مُقلقًا: عندما تُمزج النماذج الاستدلالية بغيرها داخل مجموعاتٍ تفاعلية، يصبح السلوك «الأناني» مُعديًا ويهبط مستوى التعاون الجماعي بما يصل إلى 81%، ما يشير إلى إمكانية انتقال نمط القرار عبر التفاعل بين النماذج.
وخلاصةً، تحاجج الدراسة بأن تحسين قدرات الاستدلال وحده قد لا يكفي لبناء أنظمة موثوقة اجتماعيًا؛ بل يلزم تطوير «ذكاء اجتماعي» متوازن مع المنطق والتحليل، حتى تبقى هذه الأنظمة رافعةً للتعاون الإنساني بدل أن تُضعفه. ويُرتقب عرض الورقة البحثية الموسومة «عطاء تلقائي وجشع محسوب في النماذج اللغوية» في مؤتمر EMNLP 2025، مع إتاحة المسودة البحثية على منصة arXiv للتفاصيل التقنية والنتائج الموسّعة.