بعد القرار الأممي التاريخي.. البوليساريو تتحدى مجلس الأمن ببلاغ نشاز وتدخل نفق العزلة السياسية بعد انتصار المغرب الساحق

لم تستسغ جبهة البوليساريو الهزيمة الجديدة التي مُنيت بها داخل أروقة الأمم المتحدة، بعد أن تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 2797 القاضي بتمديد ولاية بعثة “المينورسو” لعام إضافي، مع التنصيص على الحل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الحل السياسي الواقعي والمقبول من الطرفين، وهو ما يُعتبر انتصاراً دبلوماسياً واضحاً للمغرب وترسيخاً جديداً لسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
ورغم وضوح الموقف الدولي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الوحيد الجاد وذي المصداقية، خرجت الجبهة الانفصالية في بيانٍ متشنج ليلة الجمعة لتؤكد ما وصفته بـ“تمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير”، معلنة رفضها القاطع للقرار الأممي ومعتبرة إياه “تغطية للاحتلال المغربي”، في خطوة اعتبرها المتتبعون تحدياً صريحاً لشرعية مجلس الأمن وخروجاً تاماً من المسار السياسي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.
وبهذا الرفض، تكون جبهة البوليساريو قد وضعت نفسها في زاوية العزلة الدولية، إذ لم يعد المجتمع الدولي يرى فيها سوى تنظيم متمرد يرفض قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً وأن القرار الأخير جاء بدعم أميركي قوي وبتصويت 11 دولة لصالحه، بينما امتنعت روسيا والصين وباكستان، في حين اختارت الجزائر الصمت والامتناع عن التصويت، لتؤكد بذلك ارتباك موقفها بعد أن وجدت نفسها معزولة دبلوماسياً.
البيان الانفصالي، بحسب مراقبين، يكشف حالة ارتباك غير مسبوقة في صفوف الجبهة، بعد أن أدركت أن المجتمع الدولي أغلق نهائياً باب “الاستفتاء” واعتبره خياراً غير واقعي ولا قابل للتطبيق، مقابل التبني الواسع للمقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل العملي والنهائي للنزاع.
وفي المقابل، جاء خطاب الملك محمد السادس عقب التصويت ليكرّس هذا الانتصار الدبلوماسي، مؤكداً أن المغرب سيواصل الدفاع عن وحدته الترابية بكل ثقة، ومجدداً الدعوة إلى حوار مباشر وصريح مع الجزائر لإغلاق هذا الملف المفتعل نهائياً، في إطار رؤية مغربية واضحة تقوم على السلم، والتنمية، والتعاون الإقليمي.
وبينما يحتفي المغاربة بقرارٍ أممي جديد يرسّخ سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، تبدو البوليساريو اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى فقدان ما تبقى من شرعيتها المزعومة، بعد أن اختارت طريق التمرد والمواجهة مع مجلس الأمن نفسه، لتغرق أكثر في عزلتها السياسية والدبلوماسية وسط إدراك متزايد بأن المغرب هو الطرف المنتصر ميدانياً ودبلوماسياً وشرعياً في هذا الملف الذي حُسم لصالحه على جميع الأصعدة.