تراجع دور التقييم التقليدي في الاستثمار مع صعود الذكاء الاصطناعي

سبتمبر 11, 2025 - 19:50
 0
تراجع دور التقييم التقليدي في الاستثمار مع صعود الذكاء الاصطناعي

لطالما تأسست فلسفة الاستثمار على قاعدة بسيطة: اشترِ عند الانخفاض وبِع عند الارتفاع. غير أن هذه القاعدة، القائمة على مقاييس مثل مضاعف السعر إلى الأرباح أو عائد التدفق النقدي الحر، تفقد تدريجياً فعاليتها مع التحولات الجذرية في الأسواق العالمية.

فخلال السنوات الثلاث الماضية، بات الذكاء الاصطناعي العامل الأكثر تأثيراً على قرارات الاستثمار. وتظهر حالة إنفيديا بوضوح هذا التحول، إذ قفزت إيراداتها من 6 مليارات دولار في مطلع 2023 إلى توقعات تبلغ 60 مليار دولار في مطلع العام المقبل. ومع توسع الأساسيات المالية للشركات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي، تراجعت أهمية التقييمات الكلاسيكية كمؤشر لاختيار الأسهم.

ولا يقتصر الأمر على شركات التقنية؛ فقد استفادت شركات أخرى مثل كوستكو من اتساع هوامش الربح لترتفع قيمة أسهمها إلى مستويات قياسية، بينما تواصل شركات المرافق والنفايات ومواد البناء جذب المستثمرين بفضل نماذج إيراداتها المستقرة. في المقابل، تعاني شركات مثل جيتي إيمجز من ضغوط شديدة نتيجة منافسة الصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى انكماش تقييماتها.

كما ساهم انتشار الاستراتيجيات الكمية، التي تركز على التداول قصير الأمد والزخم بدلاً من التقييمات، في تقليص أهمية المقاييس التقليدية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من التخلي الكامل عن قاعدة "الشراء عند الانخفاض والبيع عند الارتفاع"، مشيرين إلى أن الشركات المبالغ في تقييمها أو الأرخص بشكل مفرط غالباً ما تتراجع لاحقاً.

ويبقى الاستثمار في النهاية مرتبطاً بتوقعات النمو ومعدلات الفائدة، وهو ما ظهر جلياً في عام 2022 عندما ضغطت السياسة النقدية المتشددة للفيدرالي على التقييمات. وبينما قد يفقد التقييم جدواه على المدى القصير، فإنه يظل أداة مفيدة على المدى الطويل (5 إلى 10 سنوات)، حيث تصبح استدامة النمو وتوسع الهوامش أكثر حسماً في تحديد اتجاهات الأسواق.