تزامنا مع احتجاجات "جيل زد".. الجزائر تحرض المغاربة "علانية" ضد القصر الملكي (فيديو)

أكتوبر 6, 2025 - 16:05
 0
تزامنا مع احتجاجات "جيل زد".. الجزائر تحرض المغاربة "علانية" ضد القصر الملكي (فيديو)

في مشهد صادم جديد يعكس استمرار الجزائر وإصرارها على التدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية للمغرب، أثار "عبد القادر بن قرينة"، زعيم حزب البناء الوطني "الاخونجي"، والحليف الوفي لرئيس البلاد "عبد المجيد تبون"، جدلا واسعا بتصريح "تحريضي" أمام عدسات الإعلام، دعا فيه المغاربة بشكل مباشر على التظاهر أمام القصر الملكي. هذا التصريح الخطير يُعد بحسب كل المتابعين تصعيدًا خطيرًا واستغلالًا فاضحًا للاحتجاجات الاجتماعية في المغرب، والتي انطلقت منذ تسعة أيام للمطالبة بإصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد، ضمن ما يسمى بحركة "جيل زد".

ورغم بعض الانزلاقات المعزولة التي ميزت الأيام الاولى من الاحتجاجات التي شهدتها مدن مغربية، والتي تغذت من التحريض المستمر للذباب الإلكتروني الجزائري الذي استغل الأوضاع من أجل تأجيج الغضب الشعبي منذ بداية احتجاجات جيل زد، يشدد كل المراقبين على أن الشباب المغربي حافظ باستماتة على سلمية مظاهراته، مؤكدًا تمسكه الوطيد بالمؤسسة الملكية وبالملك محمد السادس، ورفض أي توجه نحو الفوضى أو العنف. بل وأظهر المغاربة دعمهم الكبير لقوات الأمن التي لعبت دورا بارزا في احتواء كل مظاهر التخريب في بدايتها.

في سياق متصل، يشدد عدد من المحللين على أن خطاب "بن قرينة"، الذي دعا فيه الشعب المغربي إلى "محاصرة القصر الملكي لإيقاف التطبيع" وفق تعبيره، لم يكن مجرد تصريح عابر، بل كشف استراتيجية رسمية للنظام الجزائري في استغلال الاحتجاجات الاجتماعية المغربية لتصعيد الفوضى والتأثير على السياسة الداخلية للمملكة. ويأتي هذا التحريض في وقت تمنع فيه الجزائر أي احتجاج شعبي على أراضيها، حيث قوبلت أولى محاولات الجزائريين للخروج إلى الشارع ضمن حركة "جيل زد الجزائر" بالرصاص الحي، في تناقض صارخ يفضح ازدواجية المعايير ويظهر الوجه الحقيقي لهذا النظام المارق.

ما ينبغي لفت الانتباه إليه أيضًا، أن هذا التدخل الرقمي والسياسي ليس جديدًا، فقد سبق أن كشفت وثائق سرية فرنسية عن "نشاط رقمي خبيث" أداره الذباب الإلكتروني الجزائري ضد فرنسا، بعد أن تم تنظيمه ومراقبته من قبل الأجهزة التابعة لوزارة الدفاع الجزائرية، في مؤشر واضح على امتداد شبكة التدخلات الجزائرية لتشمل دول الجوار.

المؤكد أن الشباب المغربي، رغم محاولات الركوب على احتجاجاتهم، أظهر وعيًا سياسيًا ونضجًا جماعيًا، متمسكًا بالدفاع عن الوطن، ومركزًا مطالبه على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية. في المقابل، يجب على الجزائر أن تعيد النظر في سياساتها الداخلية، قبل أن تنفجر الأوضاع داخليا، سيما بعد الدعوات الكثيرة لانتفاضة شبابية كبرى لم ترى لها البلاد مثيلا منذ سنوات طويلة، وهي رسالة قوية ينبغي على نظام الكابرانات أن يستوعبه جيدا قبل فوات الاوان، وأن ينكب على حل أزماته الداخلية عوض أن يسخر "بن قرينة" ومن يحوم في فلكه لتصدير الفوضى إلى المغرب.

ورغم كمية التحريض ومحاولات تأجيج الوضع يجمع الكل على أن الشعب المغربي يتجمع بالعرش العلوي المجيد روابط تاريخية قوية، ولحمة صلبة ومتينة لا يمكن لأي كان اختراقها مهما تكن الظروف والأحوال، وأن ما صرح به "بن قرينة" ومن خلاله مناورات الجزائر الفاشلة منذ عقود، لن تنال في شيئ من هذه العلاقة القوية التي تربط الملك بشعبه الوفي.