ثورة في عالم الأزياء.. ملابس ذكية ومستدامة تعيد تعريف الأناقة

تشهد صناعة الأزياء تحولاً جذرياً غير مسبوق تقوده التكنولوجيا والابتكار البيئي، إذ باتت الملابس الذكية والمستدامة تتصدر المشهد العالمي، مقدمةً مفهوماً جديداً يجمع بين الأناقة، الراحة، والمسؤولية البيئية.
فبعد أن كانت الأقمشة المتطورة كالمضادة للبقع أو المقاومة للبكتيريا حِكراً على المجال الرياضي أو المهني، بدأت اليوم تغزو عالم الملابس اليومية، لتوفر حلولاً عملية تواكب أنماط الحياة الحديثة وتحدّ في الوقت نفسه من الأثر البيئي.
وأوضح أوليفييه بالا، رئيس شركة Balla Textile الفرنسية، أن الماركات العالمية الكبرى لم تعد تكتفي بالجانب الجمالي، بل تسعى إلى دمج التكنولوجيا في التصميم لتوفير الراحة والاستدامة، مشيراً إلى أن "الملابس لم تعد مجرد مظهر، بل تجربة متكاملة تجمع بين الابتكار والأناقة".
وفي هذا الإطار، برزت علامات ناشئة أحدثت ثورة في هذا الاتجاه، أبرزها "سيبيا" الإسبانية التي تأسست عام 2016، وحازت الجائزة الوطنية للابتكار لعام 2025، إذ تطور قمصاناً وسترات مصنوعة من ألياف تقنية تمنع الطيات وتبقى أنيقة دون كيّ، فيما تعتمد ماركة "سيغيل" الفرنسية أليافاً صناعية عالية الأداء مقاومة للتآكل والوبر، مع معالجات تجعل الأقمشة طاردة للبقع وسهلة التنظيف.
ورغم أن أسعار هذه الملابس تفوق نظيراتها التقليدية، يؤكد المصنعون أن متانتها وطول عمرها يجعلها استثماراً عملياً واقتصادياً، فضلاً عن دورها في الحد من الانبعاثات، إذ تسهم صناعة الأزياء وحدها بنحو 10% من الغازات الدفيئة عالمياً بحسب البنك الدولي.
وترى الخبيرة جولييتا ميرسيرا من معرض Première Vision في باريس أن الوعي المتزايد لدى المستهلكين يدفع نحو "فهم الأقمشة والعناية بها لإطالة عمرها"، فيما يشير المصمم برتران دوران-غاسلان إلى أن "الاستدامة لا تتعلق فقط بالإنتاج، بل أيضاً بطريقة الاستخدام والعناية بالملابس"، مؤكداً أن مستقبل الموضة سيكون أكثر وعياً وذكاءً من أي وقت مضى.