جدل واسع يرافق عودة احتجاجات "جيل زد".. استفتاء غامض بـ7 آلاف مشارك يقرر مصير ملايين المغاربة(صور)

بتصويت دام نصف يوم وشارك فيه قرابة سبعة آلاف شخص فقط، أعلن حساب “Piwpiw”، أحد أبرز المنسقين الافتراضيين لمجموعة "جيل زاد 212"، عودة الاحتجاجات في مختلف المدن المغربية يوم السبت المقبل، في خطوة قال إنها جاءت بعد “نقاشات داخلية واسعة” بين الأعضاء، لكنها أثارت موجة من الجدل بسبب طريقة اتخاذ القرار وسرعة الإعلان عنه قبل نهاية فترة التصويت.
وكان قد طُرح في استفتاء داخلي نشر على خادم ديسكورد الخاص بالمجموعة، سؤال حول تنظيم مظاهرات يوم السبت، لتظهر النتيجة النهائية بنسبة تأييد بلغت 87 في المائة من مجموع 7545 مصوتا، أي ما يعادل حوالي 6545 صوتا بـ"نعم" مقابل ألف بـ"لا"، حيث أن الغريب، حسب متتبعين وحسابات من داخل المجموعة نفسها، أن القرار بالإعلان عن المظاهرات جاء قبل أن تغلق عملية التصويت رسميا، بل وقبل أن يتجاوز عدد المشاركين السبعة آلاف من أصل أكثر من 212 ألف مستخدم الذين ينتمون للمجموعة.
وفي بيان مطول وقعه “Piwpiw” باسم حركة "GENZ212"، جرى التأكيد على أن الحركة “قررت الاستمرار في النهج الاحتجاجي السلمي وتوسيع أشكاله”، مع دعوة شباب المغرب والمواطنين إلى الخروج بكثافة يوم السبت المقبل من أجل ما وصفوه بـ“تحقيق المطالب العادلة”، حيث تضمن البيان أيضا الإعلان عن إعادة إطلاق حملة مقاطعة المنتجات الوطنية التي سبق الترويج لها خلال الأسابيع الماضية، مع الإشارة إلى “توسيعها تدريجيا لتشمل أشكالا جديدة من النضال”.
لكن المثير في هذا البلاغ، أن مطالب الحركة لم تتغير عن سابقاتها، إذ أعاد البيان التأكيد على ثلاث نقاط أساسية: التعليم الجيد والصحة اللائقة للجميع، محاربة المحسوبية والزبونية في التوظيف العمومي، وإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية مشاركتهم في احتجاجات سلمية سابقة، كما شدد “Piwpiw” على استعداد مجموعته لخوض ما سماها “المحطة النضالية الجديدة”، ملوحا بتنظيم حملات توعية وضيوف للنقاش في الفضاءات الرقمية.
غير أن الملاحظ، هو أن قرارا بهذا الحجم جرى اتخاذه استنادا إلى استفتاء شارك فيه عدد محدود جدا من المستخدمين مقارنة بعدد المنتمين للمجموعة التي تبقى مسألة تأكيد كونهم مغاربة جد مستحيلة، مما يطرح علامات استفهام حول تمثيلية هذه الأصوات القليلة لمطالب ملايين الشباب المغاربة، ما دفع العديدين للتساؤل كيف لسبعة آلاف شخص فقط، أغلبهم مجهولو الهوية، أن يقرروا الدعوة إلى تحركات يقولون إنها “تعبر عن صوت الشعب المغربي بأسره”؟
وتظل هذه التساؤلات المشروعة مطروحة حول من يقف فعليا وراء هذه الدعوات، ومدى ارتباطها بمطالب واقعية أم بأجندات رقمية تحاول إثارة السخط الاجتماعي، خاصة وأن وتيرة التحركات السابقة للمجموعة عرفت اضطرابا وتراجعا بعد موجة الحذف والاختفاء المفاجئ لبعض غرفها على تطبيق "ديسكورد" خلال الأسابيع الماضية.
ومع اقتراب السبت، يبقى الشارع المغربي في ترقب لما ستؤول إليه هذه الدعوات التي خرجت من غرف رقمية مغلقة، في وقت تتعالى فيه أصوات داخلية تدعوا لتدخل السلطات الأمنية من أجل استتباب الأمن وعدم ترك مصير الشباب رهينا باستفتاءات افتراضية لا يتجاوز عدد المشاركين فيها بضع آلاف من أصل قرابة أربعين مليون مواطن مغربي.