«جواهر الجزارة»… حملة تسويقية في فرنسا تستغل سرقة مجوهرات اللوفر
حوّل جزار في مدينة مولوز الفرنسية حادثة سرقة مجوهرات من متحف اللوفر إلى فكرة ترويجية مبتكرة، عارضًا على صفحاته في الشبكات الاجتماعية صورًا لـ«قطع» لحم مُشكّلة على هيئة حُليّ وعُقود تحت عنوان «جواهر الجزارة». وسرعان ما لاقت المبادرة رواجًا واسعًا، مع تداول مؤثرين ووسائل إعلام محلية للصور التي نُسبت إلى محل Wittmann-Brand، ما ساعد في الوصول إلى جمهور يتجاوز الزبائن المعتادين.
وبحسب منشورات موثّقة على فيسبوك وإنستغرام للمحل ذاته، جاءت الفكرة — وفق ما ذُكر — بمساهمة ابنة صاحب المتجر، مع توظيف توليد الصور بالذكاء الاصطناعي لإخراج «قلادات» و«ميداليات» من أصناف اللحوم المُحضّرة مثل الباتيه والفيينيه، في توليفة تجمع روح الدعابة بالعرض البصري.
وتزامنت هذه الحملة مع تفاعل جماهيري ملحوظ، إذ أعادت صفحات محلية وإقليمية نشر الصور، معتبرةً أنها تعاطٍ «ساخرًا ومبدعًا» مع واقعة السرقة. ورصدت وسائل إعلام فرنسية محلية موجة التعليقات والإعجابات التي حصدتها المنشورات خلال ساعات وأيام قليلة من نشرها.
ويأتي هذا التفاعل على خلفية عملية سطو جريئة استهدفت في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025 صالة أبولون في اللوفر، حيث سُرقت ثماني قطع من المجوهرات التاريخية المرتبطة بعهد نابليون وغيره من رموز القرن التاسع عشر. وقدّرت السلطات قيمة المسروقات بنحو 88 مليون يورو (نحو 102 مليون دولار)، فيما لا تزال التحقيقات جارية واستعادتُها غير مؤكدة حتى الآن.
وتواصلت التطورات القضائية نهاية هذا الأسبوع، إذ أعلنت النيابة والجهات الحكومية الفرنسية توجيه اتهامات جديدة وتوسيع التحقيق، مع إبراز نقائص أمنية «مزمنة» في منظومة حماية المتحف، في حين لم تُسترد القطع حتى وقت نشر التقارير.
