حقنة كل شهرين تقضي على الإيدز؟ إنجلترا تبدأ عصر "اللقاح الثوري" لمكافحة فيروس HIV

تستعد هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) لإطلاق لقاح ثوري ضد فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، في خطوة توصف بأنها نقطة تحول تاريخية قد تمهّد الطريق للقضاء على الفيروس خلال خمس سنوات فقط، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويحمل اللقاح اسم "كابوتيجرافير" (CAB-LA)، ويُعطى على شكل حقنة كل شهرين بدلاً من الأقراص اليومية التقليدية، مع فعالية تصل إلى 100% تقريباً في الوقاية من العدوى. ويعمل العقار عبر تعطيل الإنزيم الذي يستخدمه الفيروس لنسخ نفسه داخل الجسم، مما يمنع انتشاره إذا تعرّض الشخص له.
وحصلت الحقنة الجديدة على موافقة المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE)، على أن تُتاح خلال الأشهر المقبلة في عيادات الصحة الجنسية في إنجلترا وويلز. وتشير الهيئة إلى أن هذا الابتكار يقرّبها من تحقيق هدفها بأن تكون أول نظام صحي في العالم يقضي على انتقال فيروس HIV بحلول عام 2030.
وأوضح الدكتور مايكل برادي، المستشار الوطني لهيئة الخدمات الصحية، أن الحقنة طويلة المفعول تمثل "إضافة قوية إلى أدوات الوقاية"، خصوصاً للأشخاص الذين لا يستطيعون تناول أقراص الوقاية اليومية (PrEP) لأسباب طبية أو اجتماعية. وسيُقدَّم العلاج لنحو 1000 شخص سنوياً من هذه الفئات.
وأشاد وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج بالموافقة على اللقاح، واصفاً إياها بأنها "تغيير جذري" في مسار مكافحة الإيدز، مؤكداً أن إنجلترا تسير بخطى ثابتة نحو القضاء على الفيروس نهائياً خلال العقد الجاري.
ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع توسّع كبير في برامج الفحص المبكر، إذ تُجري 89 مستشفى في بريطانيا اختبارات دورية للكشف عن الفيروس ضمن تحاليل الدم الروتينية، ما قد يُسهم في اكتشاف نحو 1900 إصابة جديدة سنوياً.
ويُنتَج دواء كابوتيجرافير من قبل شركة ViiV Healthcare في مقاطعة دورهام البريطانية، فيما وصفت الجمعيات الخيرية المختصة اللقاح بأنه "ثورة في الوقاية" و"خطوة نحو العدالة الصحية"، لأنه سيصل إلى الفئات التي حُرمت سابقاً من فرص الوقاية.