حملة وطنية مجانية لأطباء العيون بالمغرب للكشف المبكر عن مضاعفات السكري على البصر
بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، الذي يصادف يوم الجمعة 14 نونبر 2025، يُطلق أطباء العيون في المغرب حملة وطنية مجانية للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري، بمشاركة عيادات ومصحات متخصصة بطب العيون في مختلف جهات المملكة.
وتأتي هذه المبادرة، المنظمة بشراكة بين الجمعية المغربية لطب العيون (SMO) والجمعية المغربية لأمراض السائل الزجاجي والشبكية (SMVR)، في إطار الجهود المشتركة للمهنة من أجل الوقاية من حالات العمى القابلة للتفادي، وتشجيع التشخيص المبكر للمضاعفات البصرية الناتجة عن داء السكري.
مبادرة مواطِنة لحماية البصر
يُعد اعتلال الشبكية السكري من أبرز أسباب ضعف البصر والعمى القابل للعلاج في المغرب، وغالباً ما يتطور المرض في صمت دون ظهور أعراض في مراحله الأولى، قبل أن يؤدي إلى أضرار خطيرة ودائمة في حال تأخر اكتشافه.
وقال الدكتور محمود بشيري، نائب رئيس النقابة الوطنية لأطباء العيون بالقطاع الحر، إن “الكشف المبكر يسمح بعلاج فعال والحفاظ على البصر، في حين أن التأخر في التشخيص يجعل الأضرار للأسف غير قابلة للإصلاح”.
ويُعد الفحص الدوري لشبكية العين، مرة واحدة على الأقل سنوياً، الوسيلة الأنجع لتفادي فقدان البصر المرتبط بالسكري.
وتستهدف هذه الحملة جميع المصابين بداء السكري، سواء كانوا مشمولين بالتأمين الصحي أم لا، حيث ستُفتح أبواب العيادات والمصحات المشاركة يوم 14 نونبر لإجراء فحوصات مجانية لشبكية العين.
مطالب بتمكين المرضى من علاجات فعّالة وبأسعار معقولة
إلى جانب التحسيس بأهمية الكشف المبكر، دعت النقابة الوطنية لأطباء العيون إلى تسهيل ولوج المرضى إلى العلاجات الفعالة، لاسيما الحقن داخل الجسم الزجاجي (IVT)، التي تُستخدم لعلاج اعتلال الشبكية السكري في مراحله المتقدمة.
وأوضحت النقابة أن دواء بيفاسيزوماب (Avastin)، رغم فعاليته المثبتة علمياً وتكلفته المنخفضة مقارنة بالأدوية الأخرى المرخصة، لا يتوفر بعد على رخصة تسويق (AMM) في المغرب للاستعمال داخل العين.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ طارق باها، نائب رئيس النقابة الوطنية لأطباء العيون بالقطاع الحر، أن “النقابة تطالب بإطار قانوني واضح يتيح الاستخدام المنظم لدواء أفاستين داخل العين، لما يمثله من خيار آمن واقتصادي يمكن آلاف المرضى من الاستفادة من علاج فعّال بتكلفة منخفضة”.
وقد وجهت كل من النقابة الوطنية لأطباء العيون (SNOLM) والجمعية المغربية لطب العيون (SMO) والجمعية المغربية لأمراض السائل الزجاجي والشبكية (SMVR) مذكرة رسمية إلى السلطات الصحية للمطالبة بترخيص استثنائي لاستخدام هذا الدواء في المغرب.
واختتمت الدكتورة مريم وافي، رئيسة النقابة الوطنية لأطباء العيون بالقطاع الحر، بقولها: “مطالبنا تنبع من واجب مهني وأخلاقي يروم حماية الصحة البصرية للجميع، وضمان العدالة الاجتماعية وكرامة المواطنين من خلال تسهيل الولوج إلى العلاج والوقاية من العمى”.
وتواصل النقابة الوطنية لأطباء العيون بالمغرب جهودها، بتعاون مع الجمعيات العلمية والسلطات الصحية، من أجل النهوض بالممارسة الطبية الحديثة، وضمان رعاية بصرية عادلة وذات جودة عالية لجميع المواطنين.
