دراسة صادمة: زيت طهي شائع في البيوت يُضعف الأمعاء ويرتبط بأمراض خطيرة!
يشتهر زيت فول الصويا بكونه رخيص الثمن ومتوفراً في أغلب البيوت حول العالم، لكن دراسة حديثة من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد كشفت أن الإفراط في استخدامه قد يحمل عواقب صحية مقلقة على الأمعاء والجهاز الهضمي، بل وربما على الجسم بأكمله.
وأوضح الباحثون أن حمض اللينوليك، وهو المكون الرئيسي لهذا الزيت، يعمل على تغذية بكتيريا الإشريكية القولونية الضارة، ويُضعف في الوقت نفسه البكتيريا النافعة المسؤولة عن التوازن المعوي. كما يؤدي إلى تآكل الحاجز المعوي، ما يسمح بتسرّب السموم إلى مجرى الدم وزيادة خطر الالتهابات المزمنة.
وخلال تجربة امتدت 24 أسبوعاً على فئران تناولت نظاماً غذائياً غنياً بزيت فول الصويا، لاحظ العلماء انخفاضاً واضحاً في تنوع الميكروبيوم وارتفاعاً في البكتيريا الضارة، إلى جانب ظهور التهابات معوية ملحوظة.
وقال الباحث المشارك بونامجوت ديول إن النتائج "تتحدى الفكرة القديمة بأن جميع الدهون النباتية غير المشبعة أكثر صحة من الدهون الحيوانية"، موضحاً أن الأنظمة الغنية بزيت فول الصويا تضعف بطانة الأمعاء وتجعلها أكثر عرضة للالتهاب.
وأشار العلماء إلى أن ارتفاع استهلاك زيت فول الصويا في الولايات المتحدة يسير جنباً إلى جنب مع زيادة معدلات أمراض الأمعاء الالتهابية مثل التهاب القولون التقرحي، مما قد يشير إلى علاقة مباشرة بينهما.
وتحذر فرانسيس سلاديك، عالمة السموم المشاركة في الدراسة المنشورة في مجلة Gut Microbes، من أن “حمض اللينوليك مفيد بكميات صغيرة، لكنه يصبح ضاراً عند الإفراط في تناوله، إذ يسبب اضطرابات معوية وتغيرات في التوازن الميكروبي”.
وفي المقابل، أوصى الباحثون بالاعتماد على زيوت أكثر أماناً مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو أو جوز الهند، نظراً لانخفاض محتواها من حمض اللينوليك وتأثيرها الإيجابي على الأمعاء.
واختتم فريق البحث بالتحذير من الإفراط في تناول الزيوت النباتية الصناعية المنتشرة في الأطعمة المصنعة والمطاعم، مؤكدين أن النظام الغذائي القائم على زيت فول الصويا لا يُهدد فقط توازن البكتيريا النافعة، بل قد يمهد الطريق لأمراض مزمنة تتطلب إعادة النظر في مفهوم “الدهون الصحية”.
