شركة ذكاء اصطناعي تطرح تطبيقا جديدا يسمح لك بالتحدث مع أقاربك المتوفين

في مشهد يعيد إلى الأذهان حلقات الدراما المستقبلية من مسلسل Black Mirror، أثارت شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي موجة جدل كبيرة بعد طرح تطبيق جديد يتيح للمستخدمين إنشاء صور رمزية تفاعلية (Avatars) للأقارب المتوفين، بحيث يمكن “التحدث” إليهم ومشاركتهم لحظات الحياة اليومية.
الشركة، ومقرها لوس أنجلوس وتُدعى 2Wai، اكتسبت اهتماما ضخما على الإنترنت بعد نشر أحد مؤسسيها، كالوم وورذي، مقطعا ترويجيا يستعرض قدرات التطبيق.
ثلاث دقائق يمكن أن تدوم إلى الأبد
يعرض الفيديو امرأة حامل تتواصل عبر هاتفها مع نسخة رقمية من والدتها الراحلة. وبعد مرور عشرة أشهر، تظهر الصورة الرمزية “الجدة” تروي قصة لطفلها الرضيع قبل النوم. ثم ينتقل المشهد إلى سنوات لاحقة، حيث يتحدث الطفل وقد أصبح صبيا مع الأفاتار أثناء عودته من المدرسة.
ويختتم الفيديو بلقطة للشاب الذي يخبر “جدته الرقمية” بأنها ستصبح قريبا “جدة كبرى”.
يحمل الفيديو عبارة لافتة:
“مع 2Wai ثلاث دقائق يمكن أن تدوم للأبد.”
وكتب المؤسس:
“نحن نبني أرشيفا حيا للإنسانية. ماذا لو استطاع أحباؤنا الراحلون أن يكونوا جزءا من مستقبلنا؟”
هولو-أفاتار: نسخة رقمية بذكريات أصيلة
التطبيق، المتاح الآن عبر متجر Apple App Store، يسمح بإنشاء HoloAvatar—وهو صورة رمزية ثلاثية الأبعاد “تشبهك، وتتحدث مثلك، وتحمل ذكرياتك" وفقا للشركة.
ويدعو وورذي المستخدمين إلى تجربة النسخة التجريبية، مع وعد بإطلاق نسخة أندرويد قريبا.
ردود فعل غاضبة ومقارنات مباشرة بـ Black Mirror
كثيرون على المنصات الاجتماعية وصفوا الفيديو بأنه:
“وقود للكوابيس”
“شيطاني”
“تقنية يجب تدميرها فورا”
أشد الانتقادات جاءت عند رؤية طفل يبني علاقة طويلة الأمد مع “جدته الرقمية”، في سيناريو اعتبره البعض تشويهًا للذكريات، وتدخلاً في مراحل الحزن الطبيعي، وتغييرًا للصورة الحقيقية للأموات.
جدل أخلاقي يتصاعد
يرى الخبراء أن خطر هذه التكنولوجيا لا يتوقف عند الصور الرمزية، بل قد يمتد مستقبلًا إلى روبوتات أندرويد تحاكي الأقارب المتوفين جسديا وصوتيا، ما يفتح بابا لأسئلة أخلاقية عميقة تتعلق بـ:
الموافقة (Consent)
الهوية (Identity)
تسييل الحزن وتحويله إلى سلعة
وبينما يشيد البعض بالفكرة كوسيلة لحفظ القصص والذكريات، يرى آخرون أنها تتجاوز الحدود الإنسانية والنفسية.
إقبال كبير رغم الانتقادات
حقق الفيديو الترويجي للتطبيق أكثر من 4.1 مليون مشاهدة على منصة X (تويتر سابقا)، مما يعكس حجم الجدل والاهتمام الهائل.
وتقدّم الشركة نفسها باعتبارها منصة للحفاظ على الإرث والذاكرة، بينما يرى النقاد أنها تمثل خطوة مخيفة نحو مستقبل غير مريح.
ما بين الإعجاب والرفض، يبدو أن نقاشات الحزن والذكرى والذكاء الاصطناعي ستتسع خلال الفترة القادمة، خصوصا مع التقدم السريع لهذه التقنيات.