طفل يفارق الحياة بعد مشاركته في تحدي "الكرومينغ" على تيك توك

تحولت تجربة خطيرة على تطبيق "تيك توك" إلى مأساة مأساوية في بريطانيا، بعدما توفي طفل يبلغ من العمر 12 عاماً إثر مشاركته في تحدٍ يُعرف باسم "الكرومينغ" (Chroming)، يقوم على استنشاق بخاخات مزيلة للعرق أو مواد كيميائية للحصول على شعور مؤقت بالنشوة.
ووفقاً لوسائل إعلام بريطانية، عُثر على الطفل أوليفر غورمان جثة هامدة داخل غرفته في منزل أسرته بمدينة هايد في مانشستر الكبرى، بعد عودته من عطلة قصيرة في ويلز. وأظهرت التحقيقات أن وفاته نتجت عن استنشاق غاز البيوتان الموجود في عبوات مزيل العرق.
وخلال جلسة التحقيق في محكمة جنوب مانشستر، قالت والدته كلير غيليسبي إن ابنها كان "ودوداً ومحباً للحياة"، مرجّحة أنه حاول فقط تجربة التحدي المنتشر على الإنترنت دون أن يدرك خطورته. وأشارت إلى أنه كان يواجه صعوبات في التأقلم بعد انتقاله إلى المدرسة الثانوية، مع مخاوف من تعرضه للتنمر.
وأكد ضابط الشرطة المكلّف بالقضية أن المحققين عثروا على عدة عبوات فارغة من مزيلات العرق في غرفة الطفل، مضيفاً أن هذه أول حالة وفاة من هذا النوع يشاهدها خلال أكثر من عشرين عاماً من خدمته.
ويحذر الخبراء من أن تحدي "الكرومينغ" الذي ينتشر بين المراهقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُعدّ ممارسة قاتلة، إذ يؤدي استنشاق الغازات المضغوطة مثل البيوتان والبروبان إلى اضطرابات خطيرة في القلب واختناق قد يسبب وفاة فورية حتى بعد أول تجربة.
وأبدى القاضي أندرو بريدغمان قلقه العميق من انتشار هذه الظاهرة، متهماً منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "تيك توك" بـ"تسهيل الوصول إلى محتوى خطير يستهدف الأطفال". ودعا إلى فرض قيود عمرية على بيع بخاخات مزيلات العرق مع وضع تحذيرات واضحة على عبواتها.
وأطلقت عائلة أوليفر بعد الحادث حملة توعوية تحت اسم "وعي أوليفر" (Oliver’s Awareness)، تهدف إلى التحذير من مخاطر التنمر والتحديات الإلكترونية القاتلة التي تحوّل لحظات الفضول إلى كوارث إنسانية.