عادات غذائية يومية تُضعف الذاكرة وتُسرّع الشيخوخة العقلية
حذّر خبراء تغذية من أن بعض العادات الغذائية اليومية قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بالخرف، رغم انتشار النصائح التي تروّج لما يُعرف بـ"الأطعمة الخارقة للدماغ". وتبيّن أن المشروبات الغازية، واللحوم المصنعة، والحلويات الغنية بالسكر، تشكل مزيجاً خطيراً يهدد صحة الدماغ مع مرور الوقت، وفق ما نقلت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
وأظهرت دراسات متعددة أن تناول علبة واحدة يومياً من المشروبات الغازية قد يزيد خطر "شيخوخة الدماغ" بنسبة 62%، وهو ما يعادل فقدان نحو عام ونصف من القدرات الإدراكية. ويعزو الباحثون ذلك إلى تأثير هذه المشروبات على مستويات الجلوكوز والأنسولين، إضافة إلى دورها في زيادة السمنة، التي تُعد من أبرز عوامل الخطر المرتبطة بالخرف. كما تؤكد بيانات هيئة الخدمات الصحية البريطانية أن نسبة كبيرة من السكر المضاف في الأنظمة الغذائية تأتي من المشروبات الغازية والعصائر.
ومن جهة أخرى، نبّه الأطباء إلى أن اللحوم المصنعة مثل النقانق، واللحم المقدد، والهوت دوغ تحتوي على مركبات نيتروزو المرتبطة بتدهور القدرات العقلية. كما أن البدائل النباتية ليست دائماً خياراً صحياً، لأنها غالباً غنية بالدهون والملح والسكر، وتُضاف إليها مواد ملونة ومحسّنة للطعم، ما يجعلها بدائل "صناعية" أكثر من كونها طبيعية.
وفي السياق نفسه، يرى اختصاصيون أن الإفراط في تناول الحلويات والشوكولاتة يؤدي إلى تقلبات حادة في سكر الدم والتهابات تؤثر في الأوعية الدموية الدماغية، مما يزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر، الذي يسميه بعض الباحثين "السكري من النوع الثالث". وتؤكد دراسات جامعة جونز هوبكنز أن المصابين بالسكري في منتصف العمر أكثر عرضة لمشكلات الذاكرة لاحقاً.
ويشير العلماء إلى أن نحو 40% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها عبر تبني نظام غذائي متوازن وتقليل استهلاك السكر والدهون واللحوم المصنعة. فالحفاظ على صحة الدماغ، كما يقول الخبراء، يبدأ من طبق الطعام اليومي قبل أن يصبح الأمر مسألة دواء أو علاج متأخر.
