ليلة فوضى في تندوف.. سلاح ودماء و"بوليساريو" غائبة عن المشهد

تحولت أجواء مخيمات تندوف، في الساعات الفاصلة بين السبت والأحد، إلى ساحة رعب حقيقية بعدما اندلعت موجة من الهجمات المسلحة والنهب، خصوصاً في منطقتي تشلة وأوسرد، وسط انهيار تام للنظام الأمني الذي يفترض أن تفرضه ميليشيات "البوليساريو". الأخيرة اختارت التواري عن الأنظار والانشغال بتكميم الأفواه وملاحقة المحتفلين بقرار مجلس الأمن الداعم للحكم الذاتي المغربي.
من داخل المخيمات، أكد منتدى “فورساتين” أن مجموعات من الملثمين المدججين بالسلاح اقتحمت مخازن التموين على متن سيارات رباعية الدفع، مطلقة النار لبث الرعب في صفوف السكان الذين حاولوا الدفاع عن لقمة عيشهم. وبين الصراخ والهلع، صدحت استغاثة أحد المدنيين قائلاً: "اتركوا لنا شيئاً من الدقيق"، في مشهد يلخّص حجم الانهيار الإنساني الذي تسببت فيه عصابات "البوليساريو".
لاحقاً، استهدفت العصابات المسلحة خيمة عائلة ميسورة تُدعى عائلة حمادي ولد أحمد، حيث استولت على أموال وأغراض ثمينة رغم امتلاك العائلة سيارات وجرارات وعدداً من العمال. تدخل الجيران قوبل بوابل من الرصاص، في دلالة صريحة على أن لغة السلاح أصبحت الحاكم الوحيد داخل تلك المخيمات البائسة.
الوقائع الأخيرة تكشف عمق الانفلات الأمني وتحول المخيمات إلى بؤر للفوضى وتصفية الحسابات، فيما تواصل قيادة الجبهة الانفصالية ترويج الأكاذيب عبر إعلامها المتهاوي وتنظيم مظاهرات مفبركة للتغطية على واقع مرير يعيشه المحتجزون منذ عقود.
ورغم القبضة المفروضة على المخيمات، نجح مؤيدو الحكم الذاتي في التعبير عن فرحتهم بقرار مجلس الأمن من خلال إطلاق الشهب النارية، غير أن ميليشيات “البوليساريو” سرعان ما قمعت الاحتفال بعنف، وفرضت حظر تجول شامل، في خطوة عكست ارتباكها وخوفها من تزايد الأصوات المؤيدة لمغربية الصحراء من داخل أسوار الذل في تندوف.