محاكمة غير مسبوقة في فرنسا.. طبيب متهم بتسميم 30 مريضاً ووفاة 12 منهم

بدأت في مدينة بيسانسون شرقي فرنسا محاكمة الطبيب السابق في مجال التخدير فريديريك بيشييه، البالغ من العمر 53 عاماً، والمتهم بتسميم 30 مريضاً خلال عمليات جراحية، توفي منهم 12 في ظروف وُصفت بـ"المثيرة للريبة".
القضية التي يعتبرها الادعاء العام غير مسبوقة في تاريخ القضاء الفرنسي، استندت إلى تحقيقات استمرت 8 سنوات كشفت عن سلسلة توقفات قلبية غير مبررة داخل غرف العمليات منذ عام 2008. وتشمل الاتهامات حالات لمرضى تراوحت أعمارهم بين 4 و89 عاماً، بينهم طفل نجا من توقفين قلبيين خلال عملية بسيطة لاستئصال اللوزتين عام 2016.
وتشير التحقيقات إلى أن الطبيب كان يتلاعب بمحاليل وأدوات التخدير لإحداث مضاعفات حادة، ثم يتدخل في اللحظات الحرجة لإظهار براعته الطبية، بينما يؤكد الادعاء أن الهدف لم يكن إنقاذ المرضى، بل تقويض ثقة زملائه وتشويه سمعتهم.
من جانبه، نفى بيشييه جميع التهم المنسوبة إليه، محملاً مسؤولية الوفيات إلى "أخطاء طبية" ارتكبها زملاؤه، فيما يعتبر فريق دفاعه أن الملف يفتقر إلى الأدلة المباشرة، وأن "الاتهام سهل لكن إثباته أمر بالغ التعقيد".
ومن المقرر أن تستمر جلسات المحاكمة حتى ديسمبر المقبل بمشاركة أكثر من 150 طرفاً مدنياً من عائلات الضحايا والمتضررين، حيث ستُراجع المحكمة ملفات 30 حالة مرتبطة بالمتهم من أصل أكثر من 70 حالة خضعت للتدقيق. وإذا أدين بيشييه، فقد يواجه عقوبة السجن مدى الحياة، ما يجعل هذه المحاكمة محط أنظار الرأي العام الفرنسي والدولي.