
دخلت المملكة مرحلة جديدة من المواجهة الذكية للجراد الصحراوي، إذ توسعت أعمال الاستكشاف لتتجاوز 4 ملايين هكتار في 2023 مقارنة بـ2.28 مليون هكتار فقط في 2019، بينما ارتفع عدد التقارير التشغيلية إلى نحو 11 ألف تقرير سنوياً.وعلى الرغم من هذا الاتساع الكبير في الرصد، بقيت أعمال المكافحة ضمن نطاق يتراوح بين 223 و282 ألف هكتار، ما يعكس نجاح إستراتيجية التدخل الانتقائي القائمة على الرصد المبكر والسيطرة على البؤر قبل انتشارها. يأتي هذا في الوقت الذي كان فيه التحول الرقمي حاضراً بقوة عبر استخدام الطائرات المسيّرة «الدرون» والذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطقس وحركة الرياح، ما رفع كفاءة التشغيل بنسبة تصل إلى 40%. هذه الأرقام تؤكد أن المملكة لم تعد تتعامل مع الجراد كتهديد موسمي، بل كملف يمكن التنبؤ به والسيطرة عليه عبر منظومة إنذار مبكر تعمل على مدى العام، وذلك وفقاً لتقرير حديث صادر عن مركز «وقاء».اتساع رقعة الرصديوضح التقرير أن الأعوام الـ5 الماضية شهدت توسعاً ملحوظاً في عمليات الاستكشاف، إذ ارتفعت المساحات من نحو 2.28 مليون هكتار في 2019 إلى أكثر من 3 ملايين هكتار في 2021، بزيادة تتجاوز 33%. ويعكس هذا التطور تحسّن جاهزية الفرق الميدانية التي تعمل في تضاريس واسعة، مستخدمة الخرائط الحرارية وتقنيات الاستشعار المتقدمة، ما ساعد على رصد البؤر مبكراً ومنع انتشارها.تكامل الإنسان والتقنيةبحسب التقرير، ارتفع عدد التقارير التشغيلية من 8.760 تقريراً في 2019 إلى ما يقارب 11 ألف تقرير في بعض الأعوام، وهو ما يعكس تعزيز البنية الرقمية، وقدرة الفرق الميدانية على جمع البيانات بشكل آني، وتحويلها إلى معلومات قابلة للتحليل. هذا التكامل بين قدرات العنصر البشري والتقنيات الذكية شكّل نقلة نوعية في دقة الرصد واتساع نطاقه.فعالية أعلىيشير التقرير إلى أن المساحات المكافحة بقيت ضمن نطاق ثابت يتراوح بين 223 و282 ألف هكتار سنوياً، على الرغم من الازدياد الكبير في عمليات الرصد. هذا التوازن يؤكد نجاح إستراتيجية التدخل الانتقائي القائمة على الرصد المبكر، التي أسهمت في خفض الحاجة إلى المكافحة المباشرة عبر السيطرة على البؤر قبل انتشارها.تحوّل رقمي شامليوضح التقرير أن المملكة اتجهت في السنوات الأخيرة إلى تبنّي حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطقس، وحركة الرياح، ومعدلات التكاثر الإقليمية، وذلك لتعزيز دقة التنبؤ وتوجيه التدخلات في الوقت الأمثل. وتعمل الطائرات المسيّرة والكاميرات الذكية على توفير بيانات لحظية، بينما تتكفل الخوارزميات بتحليلها في نموذج يرفع مستوى الكفاءة التشغيلية بنسبة قد تصل إلى 40%.نموذج المستقبليؤكد التقرير أن الدمج بين التوسع الميداني والتحول التقني جعل المملكة ضمن الدول الأكثر تقدماً في إدارة مكافحة الجراد. ومع استمرار تطوير أنظمة الإنذار المبكر وربطها بالميدان، باتت السعودية تقترب من نموذج رقابة ذكي قادر على حماية الأمن الغذائي وضبط مخاطر الجراد قبل حدوثها، وتحويل هذا الملف من تهديد دوري إلى منظومة يمكن التنبؤ بها والسيطرة عليها.مكافحة الجراد3.04 ملايين هكتار أكبر مساحة استكشاف في 2021+%33 نمو في المسح خلال 5 سنوات11.000 تقرير سنوي وفق تقرير مركز «وقاء»223–282 ألف هكتار متوسط المكافحة السنويالاستباق الميداني خفّض الحاجة إلى التدخل المباشرالذكاء الاصطناعي رفع دقة التنبؤ 40%الطائرات المسيّرة توسّع نطاق التغطية الميدانية