موسم استثنائي يلوح في الأفق.. المغرب يستعد لحصاد تاريخي لزيت الزيتون

تستعد المملكة المغربية لخوض موسم فلاحي غير مسبوق على مستوى إنتاج زيت الزيتون، وسط توقعات بتحقيق قفزة نوعية في المحصول خلال حملة 2025-2026، وذلك بحسب ما أفادت به الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون.
وانطلقت هذه التقديرات بعد الإعلان عن توقعات بوصول الإنتاج الوطني إلى نحو 200 ألف طن من زيت الزيتون، مقابل 90 ألف طن فقط في الموسم الماضي، ما يعني تضاعف المحصول بأكثر من الضعف، مستفيدا من ظروف مناخية مواتية للغاية خلال السنة الجارية.
كما أشارت الفيدرالية إلى أن محصول الزيتون الخام يُرتقب أن يبلغ نحو مليوني طن، مقارنة بـ950 ألف طن في الموسم السابق، ما سيتيح للمغرب فائضاً يُقدّر بـ60 ألف طن قابل للتوجيه نحو التصدير، خصوصاً إلى الأسواق الدولية التي تشهد تغيرات تنظيمية وهيكلية، من بينها السوق الإسبانية التي تعرف تراجعاً بسبب تقليص المساحات المزروعة.
ويُنتظر أن تستفيد المملكة من امتيازات جمركية في بعض الأسواق، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُفرض رسم جمركي بنسبة 10% فقط على زيت الزيتون المغربي، مقابل 15% على واردات مماثلة قادمة من إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال، في حين تواجه كل من تونس وتركيا رسوما أعلى تصل إلى 25% و15% على التوالي.
وقد بلغت صادرات المغرب نحو السوق الأمريكية خلال الموسم الأخير ما يزيد عن 3800 طن من زيت الزيتون، بقيمة تقارب 38 مليون يورو، رغم أن هذه الكمية لا تمثل سوى 1,2% من مجموع واردات الولايات المتحدة من هذه المادة التي تتجاوز قيمتها 3,3 مليارات يورو.
وواصل المغرب في المقابل تعزيز حضوره داخل السوق الأوروبية، التي تظل الوجهة الأساسية لصادرات زيت الزيتون الوطني، في وقت تُبدي فيه الحكومة رغبة واضحة في التموقع كقوة إنتاجية إقليمية، خلف تونس، في أفق تحقيق تنافسية أكبر داخل السوق العالمية.