نقص المغنيسيوم.. إشارات خفية قد تكشف اضطراباً صحياً
يُعدّ المغنيسيوم أحد أهم المعادن الحيوية في جسم الإنسان، إذ يشارك في أكثر من 6000 تفاعل إنزيمي ضروري لوظائف العضلات والأعصاب والقلب والعظام. غير أن النساء أكثر عرضة للإصابة بنقصه بسبب التغيرات الهرمونية والمراحل الفسيولوجية المختلفة التي يمررن بها، مثل الحمل، والرضاعة، وانقطاع الطمث، والدورة الشهرية، وفق تقرير موقع "تايمز أوف إنديا".
ويحدث نقص المغنيسيوم غالباً نتيجة سوء التغذية أو اضطرابات الجهاز الهضمي أو الإجهاد المزمن، وقد يتفاقم بسبب أمراض الكلى أو الاستخدام المفرط لبعض الأدوية. ويؤكد الأطباء أن انخفاض مستوياته في الدم يؤثر مباشرة على الجهاز العصبي والعضلي والقلب، ما يجعله من الاضطرابات التي تتطلب مراقبة دقيقة.
ومن أبرز العلامات التي قد تنذر بنقص المغنيسيوم التقلصات وتشنجات العضلات، إذ يلعب هذا المعدن دوراً محورياً في تنظيم انقباض العضلات واسترخائها من خلال التحكم في تدفق الكالسيوم. كما يُعد انخفاض جودة النوم مؤشراً شائعاً، لأن المغنيسيوم يساعد على تنظيم النواقل العصبية المسؤولة عن الاسترخاء وإفراز هرمون الميلاتونين.
أما القلق والاكتئاب فيُعتبران من النتائج المباشرة لانخفاض المغنيسيوم، لأنه يؤثر على النواقل العصبية مثل السيروتونين وGABA المسؤولة عن المزاج والهدوء النفسي. كذلك، قد يؤدي النقص إلى تفاقم أعراض الدورة الشهرية مثل التقلصات والانتفاخ وتقلب المزاج، بالإضافة إلى الصداع المتكرر أو الشقيقة الناتجة عن تضيق الأوعية الدموية الدماغية.
وفي الحالات المتقدمة، قد تظهر حركات عين غير طبيعية أو ارتعاش مستمر في الجفن نتيجة اضطراب الإشارات العصبية. ويشدد الخبراء على أن الحل الأمثل يكمن في اتباع نظام غذائي غني بالمغنيسيوم، يشمل الأطعمة مثل المكسرات، والأفوكادو، والخضروات الورقية، والحبوب الكاملة. أما في حال استمرار الأعراض، فيُنصح باستشارة الطبيب لتحديد الحاجة إلى مكملات غذائية بجرعات آمنة.
