هل يضر الواي فاي الدماغ أثناء النوم؟ خبراء يحسمون الجدل

أثارت قضية تأثير إشارات الواي فاي على صحة الدماغ جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون عما إذا كان إبقاؤه قيد التشغيل ليلاً يؤثر سلباً على جودة النوم أو يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض عصبية.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور برافين غوبتا، رئيس معهد مارينغو آسيا الدولي للأعصاب والعمود الفقري في الهند، أن معظم الدراسات التحذيرية أجريت على الحيوانات، ما يجعل نتائجها غير قابلة للتعميم على البشر. وأضاف أن الدراسات البشرية لم تثبت أي علاقة بين إشارات الواي فاي ومشكلات مثل فقدان الذاكرة أو الأورام الدماغية أو الأمراض التنكسية العصبية.
ويؤكد الخبراء أن الواي فاي يعتمد على إشعاعات غير مؤينة، وهي ضعيفة جداً مقارنة بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية، ولا تمتلك الطاقة اللازمة لإتلاف خلايا الدماغ أو تغيير الحمض النووي. كما لم يُسجل أي دليل علمي يثبت أن إشاراته تُسبب السرطان أو تشكل خطراً على الحوامل وأجنتهن، فيما صُممت الأجهزة الطبية الحديثة مثل منظمات ضربات القلب للعمل بأمان رغم وجود الإشارات اللاسلكية.
أما بالنسبة لتأثير النوم، فقد أظهرت بعض الدراسات تغييرات طفيفة في موجات الدماغ أثناء النوم العميق عند التعرض للواي فاي، لكنها تأثيرات ضئيلة وغير ذات معنى سريري. ويرى الأطباء أن عوامل مثل التوتر، استخدام الشاشات قبل النوم، أو الروتين غير المنتظم هي الأسباب الأبرز لتراجع جودة النوم.
ويخلص الخبراء إلى أن إيقاف الواي فاي ليلاً ليس ضرورياً لحماية الدماغ، لكنه قد يكون مفيداً بشكل غير مباشر لأنه يمنع الاستخدام المفرط للهواتف قبل النوم. وفي كل الأحوال، يبقى التركيز على عادات نوم صحية مثل إطفاء الشاشات، خلق بيئة هادئة، والحفاظ على مواعيد ثابتة للنوم هو الأساس للحفاظ على صحة الدماغ وجودة الحياة.